Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 15-18)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ } ، يعني القرآن ، { قَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا } ، يعني لا يحسبون لقاءنا ، يعني البعث ، { ٱئْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـٰذَآ } ليس فيه قتال ، { أَوْ بَدِّلْهُ } ، فأنزل الله عز وجل : { قُلْ } يا محمد : { مَا يَكُونُ لِيۤ أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَآءِ نَفْسِيۤ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَىۤ إِلَيَّ إِنِّيۤ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } [ آية : 15 ] . وذلك أن الوليد بن المغيرة وأصحابه أربعين رجلاً أحدقوا بالنبى صلى الله عليه وسلم ليلة حتى أصبح ، فقالوا : يا محمد ، اعبد اللات والعزى ، ولا ترغب عن دين آبائك ، فإن كنت فقيراً جمعنا لكم من أموالنا ، وإن كنت خشيت أن تلومك العرب ، فقل : إن الله أمرني بذلك ، فأنزل الله عز وجل : { قُل } يا محمد : { أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ تَأْمُرُونِّيۤ أَعْبُدُ … } ، إلى قوله : { … بَلِ ٱللَّهَ فَٱعْبُدْ } ، يعني فوحد ، { وَكُن مِّنَ ٱلشَّاكِرِينَ } [ الزمر : 64 - 66 ] ، على الرسالة والنبوة . وأنزل الله عز وجل : { وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ ٱلأَقَاوِيلِ } ، يعني محمد ، فزعم أني أمرته بعبادة اللات والعزى ، { لأَخَذْنَا مِنْهُ بِٱلْيَمِينِ } ، يعني بالحق ، { ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ ٱلْوَتِينَ } [ الحاقة : 44 - 46 ] ، وهو الحبل المعلق به القلب ، وأنزل الله تعالى : { قُلْ إِنِّيۤ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } [ الأنعام : 15 ] . ثم قال لكفار مكة ، { قُل لَّوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ } ، يعني ما قرأ هذا القرآن { عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُمْ بِهِ } ، يقول : ولا أشعركم بهذا القرآن { فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً } طويلاً أربعين سنة ، { مِّن قَبْلِهِ } ، من قبل هذا القرآن ، فهل سمعتموني أقرأ شيئاً عليكم ؟ { أَفَلاَ } ، يعني فهلا { تَعْقِلُونَ } [ آية : 16 ] أنه ليس متقول مني ، ولكنه وحي من الله إليَّ . { فَمَنْ أَظْلَمُ } ، يعني فمن أشد ظلماً لنفسه ، { مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً } ، فزعم أن مع الله آلهة أخرى ، { أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ } ، يعني بمحمد صلى الله عليه وسلم وبدينه ، { إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلْمُجْرِمُونَ } [ آية : 7 ] ، يعني إنه لا ينجي الكافرون من عذاب الله عز وجل . { وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ } إن تركوا عبادتهم ، { وَلاَ يَنفَعُهُمْ } إن عبدوها ، وذلك أن أهل الطائف عبدوا اللات ، وعبد أهل مكة العزى ، ومناة ، وهبل ، وأساف ، ونائلة ، لقبائل قريش ، وود لكلب بدومة الجندل ، وسواع لهذيل ، ويغوث لبني غطيف من مراد بالجرف من سبأ ، ويعوق لهمذان ببلخع ، ونسر لذي الكلاع من حمير ، قالوا : نعبدها لتشفع لنا يوم القيامة ، فذلك قوله : { وَيَقُولُونَ هَـٰؤُلاۤءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ ٱللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ ٱللَّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي ٱلأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } [ آية : 18 ] .