Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 61-68)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإِلَىٰ ثَمُودَ } أرسلنا { أَخَاهُمْ صَالِحاً } ليس بأخيهم في الدين ، ولكنه أخوهم في النسب ، وهو صالح بن آسف ، { قَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ } ، يعني وحدوا الله ، { مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُمْ مِّنَ ٱلأَرْضِ } ، يعني هو خلقكم من الأرض ، { وَٱسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا } ، يعني وعمركم في الأرض ، { فَٱسْتَغْفِرُوهُ } من الشرك { ثُمَّ تُوبُوۤاْ إِلَيْهِ } منه { إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ } منكم في الاستجابة { مُّجِيبٌ } [ آية : 61 ] الدعاء ، كقوله : { فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ } [ البقرة : 186 ] . { قَالُواْ يٰصَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوّاً قَبْلَ هَـٰذَا } ، يعني مأمولاً قبل هذا كنا نرجو أن ترجع إلى ديننا ، فما هذا الذي تدعونا إليه ؟ { أَتَنْهَانَآ أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا } من الآلهة ، { وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَآ إِلَيْهِ } من التوحيد { مُرِيبٍ } [ آية : 62 ] ، يعني بالمريب أنهم لا يعرفون شكهم . { قَالَ } صالح { يٰقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةً مِّن رَّبِّي } ، يعني على بيان من ربي ، { وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً } ، يقول : أعطاني نعمة من عنده ، وهو الهدى ، { فَمَن يَنصُرُنِي } ، يعني فمن يمنعني { مِنَ ٱللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ } ، يعني إن رجعت إلى دينكم ، لقولهم صالح قد كنت فينا مرجو قبل هذا الذي تدعونا إليه ، { فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ } [ آية : 63 ] ، يقول : فما تزيدونني إلا خساراً . قال عبد الله : قال الفراء : المعنى كلما دعوتكم زدتموني تباعداً مني ، فأنتم بذلك تخسرون ، يعني تهلكون . { وَيٰقَوْمِ هَـٰذِهِ نَاقَةُ ٱللَّهِ لَكُمْ آيَةً } ، يعني عبرة ، { فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِيۤ أَرْضِ ٱللَّهِ } ، لا تكلفكم مؤنة ، ولا علفاً ، { وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوۤءٍ } ، يقول : ولا تصيبها بعقر ، { فَيَأْخُذَكُمْ } في الدنيا ، { عَذَابٌ قَرِيبٌ } [ آية : 64 ] منكم ، لا تمهلون حتى تعذبوا . { فَعَقَرُوهَا } ليلة الأربعاء بالسيف فماتت ، { فَقَالَ } لهم صالح : { تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ } ، يعني محلتكم في الدنيا ، { ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ذٰلِكَ } العذاب { وَعْدٌ } من الله { غَيْرُ مَكْذُوبٍ } [ آية : 65 ] ليس فيه كذب بأن العذاب نازل بهم بعد ثلاثة الأيام ، فأهلكهم الله صبيحة يوم الرابع يوم السبت . فذلك قوله : { فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا } ، يعني قولنا في العذاب ، { نَجَّيْنَا صَالِحاً وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا } ، يعني بنعمة عليهم منا ، { وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ } ، يعني ونجيناهم من عذاب يومئذ ، { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ ٱلْقَوِيُّ } في نصر أوليائه ، { ٱلْعَزِيزُ } [ آية : 66 ] ، يعني المنيع في ملكه وسلطانه حين أهلكهم . { وَأَخَذَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } ، يعني الذين أشركوا { ٱلصَّيْحَةُ } ، صيحة جبريل ، عليه السلام ، { فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ } [ آية : 67 ] ، يعني في منازلهم خامدين . { كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَآ } ، يقول : كأنهم لم يكونوا في الدنيا قط ، { أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفرُواْ } بتوحيد { رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْداً لِّثَمُودَ } [ آية : 68 ] في الهلاك .