Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 104-110)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال : { إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ } ، يعني لا يصدقون بالقرآن أنه جاء من الله عز وجل ، ويزعمون أن محمداً صلى الله عليه وسلم يتعلم من أبي فكيهة ، { لاَ يَهْدِيهِمُ ٱللَّهُ } لدينه ، { وَلَهُمْ } في الآخرة ، { عَذَابٌ أَلِيمٌ } [ آية : 104 ] ، يعني وجيع . ثم رجع إلى قول المشركين حين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : إنما أنت مفتر تقول هذا القرآن من تلقاء نفسك ، فأنزل الله تعالى : { إِنَّمَا يَفْتَرِي } ، يعني يتقول { ٱلْكَذِبَ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ } ، يعني لا يصدقون بالقرآن أنه جاء من الله عز وجل ، { وَأُوْلـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَاذِبُونَ } [ آية : 105 ] في قولهم للنبى صلى الله عليه وسلم إنه مفتر . { مَن كَفَرَ بِٱللَّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ } ، نزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سرح القرشى ، ومقيس بن ضبابة الليثي ، وعبد الله بن أنس بن حنظل ، من بني تميم بن مرة ، وطعمة بن أبيرق الأنصارى ، من بني ظفر بن الحارث ، وقيس بن الوليد بن المغيرة المخزومي ، وقيس بن الفاكهة بن المغيرة المخزومي ، قتلا ببدر ، ثم استثنى ، فقال : { إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ } على الكفر ، { وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ } ، يعني راض ، { بِٱلإِيمَانِ } ، كقوله عز وجل : { فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ ٱطْمَأَنَّ بِهِ } [ الحج : 11 ] ، نزلت في جبر غلام عامر بن الحضرمي ، كان يهودياً فأسلم حين سمع أمر يوسف وإخوته ، فضربه سيده حتى يرجع إلى اليهودية ، ثم قال عز وجل : { وَلَـٰكِن مَّن شَرَحَ } من وسع ، { بِالْكُفْرِ صَدْراً } إلى أربع آيات ، يعني عبد الله بن سعد بن أبي سرح ، وهؤلاء المسلمين ، { فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } [ آية : 106 ] في الآخرة . { ذٰلِكَ } الغذب والعذاب ، { بِأَنَّهُمُ ٱسْتَحَبُّواْ } ، يعني اختاروا ، { ٱلْحَيَاةَ ٱلْدُّنْيَا } الفانية { عَلَىٰ ٱلآخِرَةِ } الباقية ، { وَأَنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي } إلى دينه ، { ٱلْقَوْمَ ٱلْكَافِرِينَ } [ آية : 107 ] . ثم أخبر عنهم ، فقال سبحانه : { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ طَبَعَ ٱللَّهُ } ، يعني ختم الله ، { عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ } بالكفر ، { وَ } على { وَسَمْعِهِمْ وَ } على { وَأَبْصَارِهِمْ } ، فهم لا يسمعون الهدى ولا يبصرونه ، { وَأُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْغَافِلُونَ } [ آية : 108 ] عن الآخرة . { لاَ جَرَمَ } ، قسماً حقاً ، { أَنَّهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ هُمُ ٱلْخَاسِرونَ } [ آية : 109 ] . { ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ } من مكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة ، { مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ } ، يعني من بعد ما عذبوا على الإيمان بمكة ، { ثُمَّ جَاهَدُواْ } مع النبي صلى الله عليه وسلم ، { وَصَبَرُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا } ، يعني من بعد الفتنة ، { لَغَفُورٌ } لما سلف من ذنوبهم ، { رَّحِيمٌ } [ آية : 110 ] بهم فيها ، نزلت في عياش بن أبي ربيعة المخزومي ، وأبي جندل بن سهيل بن عمرو القرشي ، من بني عامر بن لؤي ، وسلمة بن هشام بن المغيرة ، والوليد بن المغيرة المخزومي ، وعبد الله بن أسيد الثقفي .