Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 27-29)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
رجع إلى الخراصين في التقديم ، فقال سبحانه : { ثُمَّ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ } ، يعني يعذبهم ، كقوله سبحانه : { يَوْمَ لاَ يُخْزِى ٱللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ } [ التحريم : 8 ] ، يعني لا يعذب الله النبي المؤمنين ، { وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ ٱلَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ } ، يعني تحجاون فيهم ، { قَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ } ، وهم الحفظة من الملائكة : { إِنَّ ٱلْخِزْيَ ٱلْيَوْمَ } ، يعني الهوان ، { وَٱلْسُّوۤءَ } ، يعني العذاب ، { عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } [ آية : 27 ] . ثم نعتهم ، فقال : { ٱلَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ ٱلْمَلائِكَةُ } ، يعني ملك الموت وأعوانه ، { ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ } ، وهم ستة ، وثلاثة يلون أرواح المؤمنين ، وثلاثة يلون أرواح الكافرين ، { فَأَلْقَوُاْ ٱلسَّلَمَ } ، يعني الخضوع والاستسلام ، ثم قالوا : { مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوۤءٍ } ، يعني من شرك ؛ لقولهم في الأنعام : { وَٱللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } [ الأنعام : 23 ] ، فكذبهم الله عز وجل ، فردت عليهم خزنة جهنم من الملائكة ، فقالوا : { بَلَىٰ } قد عملتم السوء ، { إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } [ آية : 28 ] ، يعني بما كنتم مشركين . قالت الخزنة لهم : { فَٱدْخُلُوۤاْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا } من الموت ، { فَلَبِئْسَ مَثْوَى } ، يعني مأوى ، { ٱلْمُتَكَبِّرِينَ } [ آية : 29 ] عن التوحيد ، فأخبر الله عنهم في الدنيا ، وأخبر بمصيرهم في الآخرة .