Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 30-34)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال تعالى : { وَقِيلَ لِلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ } ، يعني الذين عبدوا ربهم : { مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ } أنزل { خَيْراً } ، وذلك أن الرجل كان يبعثه قومه وافداً إلى مكة ليأتيهم بخبر محمد صلى الله عليه وسلم ، فيأتي الموسم ، فيمر على هؤلاء الرهط من قريش الذين على طرق مكة ، فيسألهم عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فيصدونه عنه لئلا يلقاه ، فيقول : بئس الرجل الوافد أنا لقومي أن أرجع قبل أن ألقى محمداً صلى الله عليه وسلم ، وأنا منه على مسيرة ليلة أو ليلتين ، وأسمع منه ، فيسير حتى يدخل مكة ، فيلقى المؤمنين ، فيسألهم عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وعن قولهم ، فيقولون للوافد : أنزل الله عز وجل خيراً ، بعث رسولاً صلى الله عليه وسلم ، وأنزل كتاباً يأمر فيه بالخير ، وينهى عن الشر ، ففيهم نزلت : { وَقِيلَ لِلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبَّكُّمْ قَالْواْ خَيْراً } ، ثم انقطع الكلام . يقول الله سبحانه : { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ } العمل { فِي هٰذِهِ ٱلْدُّنْيَا } لهم { حَسَنَةٌ } في الآخرة ، يعني الجنة ، { وَلَدَارُ ٱلآخِرَةِ خَيْرٌ } ، يعني الجنة أفضل من ثواب المشركين في الدنيا الذي ذكر في هذه الآية الأولى ، يقول الله تعالى : { وَلَنِعْمَ دَارُ ٱلْمُتَّقِينَ } [ آية : 30 ] الشرك ، يثني على الجنة . ثم بين لهم الدار ، فقال سبحانه : { جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ } ، يعني الأنهار تجري تحت البساتين ، { لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآؤونَ } ، يعني في الجنان ، { كَذَلِكَ يَجْزِي ٱللَّهُ ٱلْمُتَّقِينَ } [ آية : 31 ] الشرك . ثم أخبر عنهم ، فقال جل ثناؤه : { ٱلَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ ٱلْمَلاۤئِكَةُ طَيِّبِينَ } في الدنيا ، يعني ملك الموت وحده ، ثم انقطع الكلام ، ثم أخبر سبحانه عن قول خزنة الجنة من الملائكة في الآخرة لهم ، { يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } [ آية : 32 ] في دار الدنيا . ثم رجع إلى كفار مكة ، فقال : { هَلْ } ، يعني ما { يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمُ ٱلْمَلائِكَةُ } بالموت ، يعني ملك الموت وحده ، عليه السلام ، { أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ } ، يعني العذاب في الدنيا ، { كَذَلِكَ } ، يعني هكذا ، { فَعَلَ ٱلَّذِينَ } ، يعني لعن الذين { مِن قَبْلِهِمْ } ، ونزل العذاب بهم قبل كفار مكة من الأمم الخالية ، { وَمَا ظَلَمَهُمُ ٱللَّهُ } ، فعذبهم على غير ذنب ، { وَلـٰكِن كَانُواْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } [ آية : 33 ] { فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ } ، يعني عذاب { مَا عَمِلُواْ } ، يعني في الدنيا ، { وَحَاقَ بِهِم } ، يعني ودار بهم العذاب ، { مَّا كَانُواْ بِهِ } بالعذاب ، { يَسْتَهْزِئُونَ } [ آية : 34 ] بأنه غير نازل بهم في الدنيا .