Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 35-37)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ } مع الله غيره ، يعني كفار مكة : { لَوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ } من الآلهة ، { نَّحْنُ وَلاۤ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ } ، من الحرث والأنعام ، ولكن الله أمرنا بتحريم ذلك ، يقول الله عز وجل : { كَذٰلِكَ } ، يعني هكذا { فَعَلَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } من الأمم الخالية برسلهم ، كما كذبت كفار مكة ، وتحريم ما أحل الله من الحرث والأنعام ، فلما كذبوا النبي صلى الله عليه وسلم ، قال الله عز وجل : { فَهَلْ عَلَى ٱلرُّسُلِ إِلاَّ ٱلْبَلاغُ ٱلْمُبِينُ } [ آية : 35 ] ، يقول : ما على الرسول إلا أن يبلغ ويبيّن لكم أن الله عز وجل لم يحرم الحرث والأنعام . ثم قال عز وجل : { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ } ، يعني أن وحدوا الله ، { وَٱجْتَنِبُواْ ٱلْطَّاغُوتَ } ، يعني عبادة الأوثان ، { فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى ٱللَّهُ } إلى دينه ، { وَمِنْهُمْ مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ } ، يعني وجبت ، { ٱلضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ } [ آية : 36 ] ، رسلهم بالعذاب الذين حقت عليهم الضلالة في الدنيا ، يخوف كفار مكة بمثل عذاب الأمم الخالية ، ليحذروا عقوبته ، ولا يكذبوا محمداً صلى الله عليه وسلم . وقال سبحانه : { إِن تَحْرِصْ عَلَىٰ هُدَاهُمْ } يا محمد صلى الله عليه وسلم ، { فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي } إلى دينه ، { مَن يُضِلُّ } ، يقول : من أضله الله فلا هادى له ، { وَمَا لَهُمْ مِّن نَّاصِرِينَ } [ آية : 37 ] ، يعني مانعين من العذاب .