Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 94-98)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال سبحانه : { وَلاَ تَتَّخِذُوۤاْ أَيْمَانَكُمْ } ، يعني العهد ، { دَخَلاً بَيْنَكُمْ } بالمكر والخديعة ، { فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا } ، يقول : إن ناقض العهد يزل في دينه كما تزل قدم الرجل بعد الاستقامة ، { وَتَذُوقُواْ ٱلْسُّوۤءَ } ، يعني العقوبة ، { بِمَا صَدَدتُّمْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } ، يعني بما منعتم الناس عن دين الله الإسلام ، { وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } [ آية : 94 ] في الآخرة . ثم وعظهم ، فقال سبحانه : { وَلاَ تَشْتَرُواْ بِعَهْدِ ٱللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً } ، يقول : ولا تبيعوا الوفاء بالعهد فتنقضونه بعرض يسير من الدنيا ، { إِنَّمَا عِنْدَ ٱللَّهِ } من الثواب لمن وفى منكم بالعهد ، { هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } من العاجل ، { إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } [ آية : 95 ] . ثم زهدهم في الأموال ، فقال سبحانه : { مَا عِندَكُمْ } من الأموال { يَنفَدُ } ، يعني يفنى { وَمَا عِندَ ٱللَّهِ } في الآخرة من الثواب ، { بَاقٍ } ، يعني دائم لا يزول عن أهله ، { وَلَنَجْزِيَنَّ ٱلَّذِينَ صَبَرُوۤاْ } على أمر الله عز وجل في وفاء العهد في الآخرة ، { أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ } ، يعني بأحسن الذى كانوا { يَعْمَلُونَ } [ آية : 96 ] في الدنيا ، ويعفو عن سيئاتهم ، فلا يجزيهم بها أبداً ، نزلت في امرىء القيس بن عباس الكندي ، حين حكم عبدان بن أشرع الحضرمي في أرضه وداره على حقه . ثم قال تعالى : { مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ } ، يعني مصدق بتوحيد الله عز وجل ، { فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً } ، يعني حياة حسنة في الدنيا ، { وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ } ، يعني جزاءهم في الآخرة بأحسن { مَا كَانُواْ } بأحسن الذي كانوا { يَعْمَلُونَ } [ آية : 97 ] في الدنيا ، ولهم مساوئ لا يجزيهم بها أبداً . { فَإِذَا قَرَأْتَ ٱلْقُرْآنَ } في الصلاة ، { فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ مِنَ ٱلشَّيْطَانِ ٱلرَّجِيمِ } [ آية : 98 ] ، يعني إبليس الملعون .