Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 73-76)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا } ، يعني القرآن ، { بِيِّنَاتٍ } ، يعني واضحات ، { قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } ، وهم النضر بن الحارث بن علقمة وغيره ، { لِلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَيُّ ٱلْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَاماً } ، وذلك أنهم لبسوا أحسن الثياب ، ودهنوا الرءوس ، ثم قالوا للمؤمنين : أي الفريقين نحن أو أنتم خير ؟ يعني أفضل مقاماً للمساكن من مساكن مكة ، ومثله في حم الدخان : { وَمَقَامٍ كَرِيمٍ } [ الدخان : 26 ] ، يعني ومساكن طيبة ، { وَأَحْسَنُ نَدِيّاً } [ آية : 73 ] ، يعني مجلساً ، كقوله سبحانه : { وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ ٱلْمُنْكَرَ } [ العنكبوت : 9 ] ، يعني في مجالسكم . يقول الله عز وجل يخوفهم : { وَكَمْ أَهْلَكْنَا } بالعذاب في الدنيا ، { قَبْلَهُمْ } ، قبل أهل مكة ، { مِّن قَرْنٍ } ، يعني أمة ، كقوله عز وجل : { أَهْلَكْنَا ٱلْقُرُونَ } [ يونس : 13 ] ، يعني الأمم الخالية ، { هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً } ، يعني ألين متاعاً ، { وَرِءْياً } [ آية : 74 ] ، وأحسن منظراً من أهل مكة ، فأهلك الله عز وجل أموالهم وصورهم . { قُلْ } لهم : { مَن كَانَ فِي ٱلضَّلاَلَةِ } ، يعني من هو في الشرك ، { فَلْيَمْدُدْ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ مَدّاً } ، في الخير ؛ لقولهم للمؤمنين : { أَيُّ ٱلْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَاماً } ، { حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْاْ مَا يُوعَدُونَ إِمَّا ٱلعَذَابَ } في الدنيا ، يعني القتل ببدر ، { وَإِمَّا ٱلسَّاعَةَ } ، يعني القيامة ، { فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَاناً } ، يعني شر منزلاً ، { وَأَضْعَفُ جُنداً } [ آية : 75 ] ، يعني وأقل فئة هم أم المؤمنون . { وَيَزِيدُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱهْتَدَواْ هُدًى } من الضلالة ، يعني يزيدهم إيماناً ، { وَٱلْبَاقِيَاتُ ٱلصَّالِحَاتُ } ، وهي أربعة كلمات : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، من قالها فهو { خَيْرٌ } ، يعني أفضل ، { عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَ } الآخرة { وَخَيْرٌ مَّرَدّاً } [ آية : 76 ] ، يعني أفضل مرجعاً من ثواب الكافر النار ، ومرجعهم إليها .