Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 29-34)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ } يعنى من الملائكة { إِنِّيۤ إِلَـٰهٌ مِّن دُونِهِ } يعنى من دون الله عز وجل { فَذٰلِكَ } يعنى فهذا الذى يقول : إنى إله من دونه { نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلظَّالِمِينَ } [ آية : 29 ] النار حين زعموا أن مع الله ، عز وجل ، إلهاً ، ولم يقل ذلك أحد من الملائكة غير إبليس عدو الله رأس الكفر . { أَوَلَمْ يَرَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ } يقول : أو لم يعلم الذين كفروا من أهل مكة { أَنَّ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً } يعنى ملتزقين ، وذلك أن الله تبارك وتعالى أمر بخار الماء فارتفع ، فخلق منه السموات السبع ، فأبان إحداهما من الأخرى ، فذلك قوله : { فَفَتَقْنَاهُمَا } ثم قال سبحانه : { وَجَعَلْنَا مِنَ ٱلْمَآءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ } يقول : وجعلنا الماء حياة كل شىء يشرب الماء { أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ } [ آية : 30 ] يقول : أفلا يصدقون بتوحيد الله عز وجل مما يرون من صنعه . { وَجَعَلْنَا فِي ٱلأَرْضِ رَوَاسِيَ } يعنى الجبال أرسيت فى الأرض ، فأثبتت الأرض بالجبال { أَن تَمِيدَ بِهِمْ } لئلا تزول الأرض بهم { وَجَعَلْنَا فِيهَا } يعنى فى الجبال { فِجَاجاً } يعنى كل شعب فى جبل فيه منذ { سُبُلاً } يعنى طرقاً { لَّعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ } [ آية : 31 ] يقول : لكى يعرفوا طرقها . { وَجَعَلْنَا ٱلسَّمَآءَ سَقْفاً } يعنى المرفوع { مَّحْفُوظاً } من الشياطين لئلا يسمعوا إلى كلام الملائكة ، فيخبروا الناس ، { وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا } يعنى الشمس والقمر والنجوم وغيرها { مُعْرِضُونَ } [ آية : 32 ] فلا يتفكرون فيما يرون من صنعه ، عز وجل ، فيوحدونه . { وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلْلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } [ آية : 33 ] يقول : يدخلان من قبل المغرب فيجريان تحت الأرض حتى يخرجا من قبل المشرق ، ثم يجريان فى السماء إلى المغرب ، فذلك قوله سبحانه : { كُلٌّ } يعنى الشمس والقمر { فِي فَلَكٍ } يعنى فى دوران { يَسْبَحُونَ } يعنى يجرون ، فذلك دورانهما . { وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ } وذلك أن قوماً قالوا : إن محمداً صلى الله عليه وسلم لا يموت ، فأنزل الله عز وجل : { وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ } يعني لنبي من الأنبياء { مِّن قَبْلِكَ ٱلْخُلْدَ } فى الدنيا فلا يموت فيها ، بل يموتون ، فلما نزلت هذه الآية ، قال النبى صلى الله عليه السلام : لجبريل عليه السلام " فمن يكون فى أمتى من بعدى " ، فأنزل الله عز وجل : { أَفَإِنْ مِّتَّ } يعنى محمداً صلى الله عليه وسلم { فَهُمُ ٱلْخَالِدُونَ } [ آية : 34 ] فإنهم يموتون أيضاً .