Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 7-15)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

فأنزل الله عز وجل فى قولهم { وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِيۤ إِلَيْهِمْ فَاسْئَلُوۤاْ } يا معشر كفار مكة { أَهْلَ ٱلذِّكْرِ } يعنى مؤمنى أهل التوراة { إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } [ آية : 7 ] إن الرسل كانوا من البشر فيسخبرونكم أن الله عز وجل ما بعث رسولاً إلا من البشر ، ونزل فى قولهم : { … أَهَـٰذَا ٱلَّذِي بَعَثَ ٱللَّهُ رَسُولاً } يأكل ويشرب ويترك الملائكة فلا يرسلهم . فقال سبحانه : { وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً } يعنى الأنبياء ، عليهم السلام ، والجسد الذى ليس فيه روح ، كقوله سبحانه : { … عِجْلاً جَسَداً … } [ طه : 88 ] { لاَّ يَأْكُلُونَ ٱلطَّعَامَ } ولا يشربون ولكن جعلناهم جسداً فيها أرواح ، يأكلون الطعام ، ويذوقون الموت ، وذلك قوله سبحانه : { وَمَا كَانُواْ خَالِدِينَ } [ آية : 8 ] فى الدنيا . { ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ ٱلْوَعْدَ } يعنى الرسل الوعد ، يعنى العذاب فى الدنيا إلى قومهم { فَأَنجَيْنَاهُمْ } يعنى الرسل من العذاب { وَمَن نَّشَآءُ } من المؤمنين { وَأَهْلَكْنَا ٱلْمُسْرفِينَ } [ آية : 9 ] يقول : وعذبنا المشركين فى الدنيا ، قال أبو محمد : قال أبو العباس ثعلب : قال الفراء : { وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً } إلا ليأكلوا الطعام . { لَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ } يا أهل مكة { كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ } يعنى شرفكم { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } [ آية : 10 ] مثل قوله تعالى : { وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ } [ الزخرف : 44 ] يعنى شرفاً لك ولقومك . { وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ } يعنى أهلكنا من قرية بالعذاب فى الدنيا قبل أهل مكة { كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا } يقول : وجعلنا بعد هلاك الأمم الخالية { قَوْماً آخَرِينَ } [ آية : 11 ] يعنى قوماً كانوا بالمين فى قرية تسمى حضور ، وذلك أنهم قتلوا نبياً من الأنبياء ، عليهم السلام ، فسلط الله ، عز وجل ، جند بخت نصر فقتلوهم ، كما سلط بخت نصر والروم على اليهود ببيت المقدس فقتلوهم ، وسبوهم حين قتلوا يحيى بن زكريا وغيره من الأنبياء ، عليهم السلام . فذلك قوله عز وجل : { فَلَمَّآ أَحَسُّواْ بَأْسَنَآ } يقول : فلما رأوا عذابنا أهل حضور { إِذَا هُمْ مِّنْهَا يَرْكُضُونَ } [ آية : 12 ] يقول : إذاهم من القرية يهربون ، قالت لهم الملائكة كهيئة الاستهزاء . { لاَ تَرْكُضُواْ } يقول : لا تهربوا { وَٱرْجِعُوۤاْ إِلَىٰ مَآ أُتْرِفْتُمْ فِيهِ } يعنى إلى ما خولتم فيه من الأموال { وَ } إلى { وَمَسَاكِنِكُمْ } يعنى قريتكم التى هربتم منها { لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ } [ آية : 13 ] كما سئلتم الإيمان قبل نزول العذاب فلما رأوا العذاب { قَالُواْ يٰوَيْلَنَآ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ } [ آية : 14 ] . يقول الله عز وجل : { فَمَا زَالَت تِلْكَ دَعْوَاهُمْ } يقول : فما زال الويل قولهم { حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ } [ آية : 15 ] يقول أطفأناهم بالسيف ، فخمدوا مثل النار إذا طفئت فخمدت .