Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 45-54)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } [ آية : 45 ] { إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ } يعني الأشراف ، واسم فرعون قيطوس ، بآياتنا : اليد والعصا ، وسلطان مبين يعني حجة بينة { فَٱسْتَكْبَرُواْ } يعني فتكبروا عن الإيمان بالله ، عز وجل : { وَكَانُواْ قَوْماً عَالِينَ } [ آية : 46 ] يعني متكبرين عن توحيد الله . { فَقَالُوۤاْ أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا } يعني أنصدق إنسانين مثلنا ليس لهما علينا فضل { وَقَوْمُهُمَا } يعني بنى إسرائيل { لَنَا عَابِدُونَ } [ آية : 47 ] ، { فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُواْ مِنَ ٱلْمُهْلَكِينَ } [ آية : 48 ] بالغرق { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ ٱلْكِتَابَ } يعني التوراة { لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ } [ آية : 49 ] من الضلالة ، يعني بنى إسرائيل ، لأن التوراة نزلت بعد هلاك فرعون وقومه . قوله عز وجل : { وَجَعَلْنَا ٱبْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ } يعني عيسى وأمه مريم ، عليهما السلام ، { آيَةً } يعني عبرة لبنى إسرائيل ، لأن مريم حملت من غير بشر ، وخلق ابنها من غير أب ، { وَآوَيْنَاهُمَآ } من الأرض المقدسة { إِلَىٰ رَبْوَةٍ } يعني الغوطة من أرض الشام بدمشق ، يعني بالربوة المكان المرتفع من الأرض { ذَاتِ قَرَارٍ } يعني استواء { وَمَعِينٍ } [ آية : 50 ] يعني الماء الجارى . { يٰأَيُّهَا ٱلرُّسُلُ } يعني محمد صلى الله عليه وسلم { كُلُواْ مِنَ ٱلطَّيِّبَاتِ } الحلال من الرزق { وَٱعْمَلُواْ صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ } [ آية : 51 ] { وَإِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً } يقول : هذه ملتكم التيأنتم عليها ، يعني ملة الإسلام ، ملة واحدة ، عليها كانت الأنبياء ، عليهم السلام ، والمؤمنون الذين نجو من العذاب ، الذين ذكرهم الله ، عز وجل ، في هذه السورة ، ثم قال سبحانه : { وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَٱتَّقُونِ } [ آية : 52 ] يعني فاعبدون بالإخلاص . { فَتَقَطَّعُوۤاْ أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ } يقول : فارقوا دينهم الذى أمروا به فيما بينهم ، ودخلوا في غيره { زُبُراً } يعني قطعاً ، كقوله { آتُونِي زُبَرَ ٱلْحَدِيدِ } [ الكهف : 96 ] يعني قطع الحديد ، يعني فرقاً فصاروا أحزاباً يهوداً ، ونصارى ، وصابئين ، ومجوساً ، واصنافاً شتى كثيرة ، ثم قال سبحانه : { كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ } [ آية : 53 ] يقول : كل أهل بما عندهم من الدين راضون به . ثم ذكر كفار مكة ، فقال تعالى للنبى صلى الله عليه وسلم : { فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّىٰ حِينٍ } [ آية : 54 ] يقول : خل عنهم في غفلتهم إلى أن أقتلهم ببدر .