Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 55-65)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم قال سبحانه : { أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ } يعني نعطيهم { مِن مَّالٍ وَبَنِينَ } [ آية : 55 ] { نُسَارِعُ لَهُمْ فِي ٱلْخَيْرَاتِ } يعني المال والولد لكرامتهم على الله ، عز وجل ، يقول { بَل لاَّ يَشْعُرُونَ } [ آية : 56 ] أن الذي أعطاهم من المال والبنين هو شر لهم : { إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوۤاْ إِثْمَاً } [ آل عمران : 178 ] . ثم ذكر المؤمنين ، فقال سبحانه : { إِنَّ ٱلَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيةِ رَبِّهِمْ مُّشْفِقُونَ } [ آية : 57 ] يعني من عذابه { وَٱلَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبَّهِمْ يُؤْمِنُونَ } [ آية : 58 ] يعني هم يصدقون بالقرآن أنه من الله ، عز وجل ، ثم قال تعالى : { وَٱلَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ } [ آية : 59 ] معه غيره ولكنهم يوحدون ربهم . { وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ آتَواْ } يعني يعطون ما أعطوا من الصدقات والخيرات { وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } يعني خائفة لله من عذابه ، يعلمون { أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ } [ آية : 60 ] في الآخرة ، فيعملون على علم ، فيجزيهم بأعمالهم ، فكذلك المؤمن ينفق ويتصدق وجلا من خشية الله ، عز وجل ، ثم نعتهم فقال : { أُوْلَـٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ } يعني يسارعون في الأعمال الصالحة التيذكرها لهم في هذه الآية { وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ } [ آية : 61 ] الخيرات التييسارعون إليها . { وَلاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا } يقول : لا نكلف نفساً من العمل إلا ما أطاقت ، { وَلَدَيْنَا } يعني وعندنا { كِتَابٌ } يعني أعمالهم التييعملون في اللوح المحفوظ { يَنطِقُ بِٱلْحَقِّ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } [ آية : 62 ] في أعمالهم { بَلْ قُلُوبُهُمْ } يعني الكفار { فِي غَمْرَةٍ مِّنْ هَـٰذَا } يقول : في غفلة من إيمان بهذا القرآن { وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِّن دُونِ ذٰلِكَ } يقول : لهم أعمال خبيثة دون الأعمال الصالحة ، يعني غير الأعمال الصالحة التيذكرت عن المؤمنين في هذه الآية ، وفى الآية الأولى ، { هُمْ لَهَا عَامِلُونَ } [ آية : 63 ] يقول : هم لتلك الأعمال الخبيثة عاملون ، التيهى في اللوح المحفوظ أنهم سيعملونها ، لا بد لهم من أن يعملوها . { حَتَّىٰ إِذَآ أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ } يعني أغنياءهم وجبابرتهم { بِٱلْعَذَابِ } يعني القتل ببدر { إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ } [ آية : 64 ] إذ هم يضجون إلى الله ، عز وجل ، حين نزل بهم العذاب ، يقول الله عز وجل : { لاَ تَجْأَرُواْ ٱلْيَوْمَ } لا تضجوا اليوم { إِنَّكُمْ مِّنَّا لاَ تُنصَرُونَ } [ آية : 65 ] يقول : لا تمنعون منا ، حتى تعذبوا بعد القتل ببدر .