Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 27-31)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَيَوْمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ } يعنى ندامة ، يعنى عقبة بن أبى معيط بن عمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ، وذلك أنه كان يكثر مجالسة النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فقال له خليله وهو أمية بن خلف الجمحى : يا عقبة ، ما أراك إلا قد صبأت إلى حديث هذا الرجل ، يعنى النبى صلى الله عليه وسلم ، فقال : لم أفعل ، فقال : وجهى من وجهك حرام إن لم تتفل فى وجه محمد صلى الله عليه وسلم ، وتبرأ منه حتى يعلم قومك وعشيرتك أنك غير مفارق لهم ، ففعل ذلك عقبة ، فأنزل الله عز وجل فى عقبة بن أبى معيط ، { وَيَوْمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ } من الندامة . { يَقُولُ يٰلَيْتَنِي } يتمنى { ٱتَّخَذْتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلاً } [ آية : 27 ] إلى الهدى { يٰوَيْلَتَا } يدعو بالويل ، ثم يتمنى ، فيقول : يا { لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً } يعنى مية { خَلِيلاً } [ آية : 28 ] يعنى يا ليتنى لم أطع فلاناً ، يعنى أمية بن خلف ، فقتله النبى صلى الله عليه وسلم يوم بدر ، وقتل عقبة عاصم بن أبى الأفلح الأنصارى صبراً بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يقتل من الأسرى يوم بدر من قريش غيره ، والنضر بن الحارث . يقول عقبة : { لَّقَدْ أَضَلَّنِي } لقد ردنى { عَنِ ٱلذِّكْرِ } يعنى عن الإيمان بالقرآن { بَعْدَ إِذْ جَآءَنِي } يعنى حين جاءنى { وَكَانَ ٱلشَّيْطَانُ } فى الآخرة { لِلإِنْسَانِ } يعنى عقبة { خَذُولاً } [ آية : 29 ] يقول : يتبرأ منه ، ونزل فيهما : { ٱلأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ } [ الزخرف : 67 ] . { وَقَالَ ٱلرَّسُولُ يٰرَبِّ إِنَّ قَوْمِي } قريشاً { ٱتَّخَذُواْ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ مَهْجُوراً } [ آية : 30 ] يقول : تركوا الإيمان بهذا القرآن ، فهم مجانبون له ، يقول الله عز وجل : يعزى نبيه صلى الله عليه وسلم { وَكَذَلِكَ } يعنى وهكذا { جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ ٱلْمُجْرِمِينَ } نزلت فى أبى جهل وحده ، أى فلا يكبرن عليك ، فإن الأنبياء قبلك قد لقيت هذا التكذيب من قومهم ، ثم قال عز وجل : { وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِياً } إلى دينه { وَنَصِيراً } [ آية : 31 ] يعنى ومانعاً فلا أحد أهدى من الله عز وجل ، ولا أمنع منه .