Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 69-89)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ } على أهل مكة { نَبَأَ } يعنى حديث { إِبْرَاهِيمَ } [ آية : 69 ] { إِذْ قَالَ لأَبِيهِ } آزر { وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ } [ آية : 70 ] { قَالُواْ نَعْبُدُ أَصْنَاماً } من ذهب ، وفضة ، وحديد ، ونحاس ، وخشب ، { فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ } آية : 71 ] يقول : فتقيم عليها عاكفين ، وهى اثنان وسبعون { قَالَ } إبراهيم ، عليه السلام : { هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ } [ آية : 72 ] يقول : هل تجيبكم الأصنام إذا دعوتموهم ، { أَوْ يَنفَعُونَكُمْ } فى شىء إذا عبدتموها ، { أَوْ يَضُرُّونَ } [ آية : 73 ] يضرونكم بشىء إن لم تعبدوها فردوا على إبراهيم . { قَالُواْ بَلْ وَجَدْنَآ آبَآءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ } [ آية : 74 ] يعنى هكذا يعبدون الأصنام { قَالَ } إبراهيم : { أَفَرَأَيْتُمْ مَّا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ } [ آية : 75 ] من الأنصام { أَنتُمْ وَآبَآؤُكُمُ ٱلأَقْدَمُونَ } [ آية : 76 ] ، { فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِيۤ } أنا برىئ مما تعبدون ، ثم استثنى إبراهيم عليه السلام مما يعبدون رب العالمين جل جلاله ، وعبادتهم الله ، لأنهم يعلمون أن الله تعالى هو ربهم الذى خلقهم قوله : { إِلاَّ رَبَّ ٱلْعَالَمِينَ } [ آية : 77 ] مما تعبدون ، فإنى لا أتبرأ منه وإقرارهم بالله عز وجل أنه خلقهم ، وهو ربهم ، وهم عباده . ثم ذكر إبراهيم ، عليه السلام ، نعم رب العالمين تعالى ، فقال : { ٱلَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ } [ آية : 78 ] { وَٱلَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي } إذا جعت { وَيَسْقِينِ } [ آية : 79 ] إذا عطشت ، { وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ } [ آية : 80 ] { وَٱلَّذِي يُمِيتُنِي } فى الدنيا { ثُمَّ يُحْيِينِ } [ آية : 81 ] بعد الموت فى الآخرة ، { وَٱلَّذِيۤ أَطْمَعُ } يعنى أرجو { أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ ٱلدِّينِ } [ آية : 82 ] يعنى يوم الحساب ، يقول : أنا أعبد الذى يفعل هذا بى ولا أعبد غيره ، وخطيئة إبراهيم ثلاث كذبات ، حين قال عن سارة : هذه أختى ، وحين قال : إنى سقيم ، وحين قال : بل فعله كبيرهم هذا ، إحداهن لنفسه ، واثنتان لله ، عز وجل ، ربه تعالى ذكره . فقال : { رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً } يعنى الفهم والعلم { وَأَلْحِقْنِي بِٱلصَّالِحِينَ } [ آية : 83 ] يعنى الأنبياء عليهم السلام ، { وَٱجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي ٱلآخِرِينَ } [ آية : 84 ] يعنى ثناء حسناً يقال : من بعدى فى الناس ، فأعطاه الله عز وجل ذلكن فكل أهل دين يقولون : إبراهيم ، عليه السلام ، ويثنون عليه ، ثم قال : { وَٱجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ ٱلنَّعِيمِ } [ آية : 85 ] يقول : اجعلنى ممن يرث الجنة . { وَٱغْفِرْ لأَبِيۤ إِنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلضَّآلِّينَ } [ آية : 86 ] يعنى من المشركين ، { وَلاَ تُخْزِنِي } يعنى لا تعذبنى { يَوْمَ يُبْعَثُونَ } [ آية : 87 ] يعنى يوم تبعث الخلق بعد الموت . ثم نعت إبراهيم ، عليه السلام ، ذلك اليوم ، فقال : { يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ } [ آية : 88 ] من العذاب من بعد الموت ، { إِلاَّ مَنْ أَتَى ٱللَّهَ } فى الآخرة { بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } [ آية : 89 ] من الشرك مخلصاً لله عز وجل بالتوحيد ، فينفعه يوم البعث ماله وولده .