Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 59-64)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
و { قُلِ } يا محمد { ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ } في هلاك الأمم الخالية ، يعني ما ذكر في هذه السورة من هلاك فرعون وقومه ، وثمود وقوم لوط ، وقل : الحمد لله الذي علمك هذا الأمر الذي ذكر ، ثم قال : { وَسَلاَمٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ ٱلَّذِينَ ٱصْطَفَىٰ } يعني الذين اختارهم الله عز وجل لنفسه للرسالة ، فسلام الله على الأنبياء ، عليهم السلام ، ثم قال الله عز وجل : { ءَآللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ } [ آية : 59 ] به ، يقول : الله تبارك وتعالى أفضل أم الآلهة التي تعبدونها ؟ يعني كفار مكة " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قرأ هذه الآية ، قال : " بل ، الله خير وأبقى وأجل وأكرم " { أَمَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُمْ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَآئِقَ } يعني حيطان النخل والشجر { ذَاتَ بَهْجَةٍ } يعني ذات حسن { مَّا كَانَ لَكُمْ } يعني ما ينبغي لكم { أَن تُنبِتُواْ شَجَرَهَا } فتجعلوا للآلهة نصيباً مما أخرج الله عز وجل لكم من الأرض بالمطر ، ثم قال سبحانه استفهام : { أَإِلَـٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ } يعينه على صنعه جل جلاله ، ثم قال تعالى : { بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ } [ آية : 60 ] يعني يشركون ، يعني كفار مكة . ثم قال سبحانه : { أَمَّن جَعَلَ ٱلأَرْضَ قَرَاراً } يعني مستقراً لا تميد بأهلها { وَجَعَلَ خِلاَلَهَآ } يعني فجر نواحي الأرض { أَنْهَاراً } فهى تطرد ، { وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ } يعني الجبال ، فتثبت بها الأرض لئلا تزول بمن على ظهرها ، { وَجَعَلَ بَيْنَ ٱلْبَحْرَيْنِ } الماء المالح والماء العذب { حَاجِزاً } حجز الله عز وجل بينهما بأمره ، فلا يختلطان ، { أَإِلَـٰهٌ مَّعَ ٱلله } يعينه على صنعه عز وجل : { بَلْ أَكْثَرُهُمْ } يعني لكن أكثرهم ، يعني أهل مكة { لاَ يَعْلَمُونَ } [ آية : 61 ] بتوحيد ربهم . { أَمَّن يُجِيبُ ٱلْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ ٱلسُّوۤءَ } يعني الضر { وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَآءَ ٱلأَرْضِ أَإِلَـٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ } يعينه على صنعه { قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ } [ آية : 62 ] يقول : ما أقل ما تذكرون { أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ } يقول : أم من يرشدكم في أهوال { ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ ٱلرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ } يقول : يبسط السحاب قدام المطر ، كقوله في عسق : { وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ } [ الشورى : 28 ] يعني ويبسط رحمته بالمطر ، { أَإِلَـٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ } يعينه على صنعه عز وجل ، ثم قال : { تَعَالَى ٱللَّهُ } يعني ارتفع الله يعظم نفسه جل جلاله { عَمَّا يُشْرِكُونَ } [ آية : 63 ] به من الآلهة . ثم قال تعالى : { أَمَّن يَبْدَأُ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعيدُهُ } يقول : من بدأ الخلق فخلقهم ، ولم يكونوا شيئاً ، ثم يعيده في الآخرة ، { وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ } يعني المطر { وٱلأَرْضِ } يعني النبت { أَإِلَـٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ } يعينه على صنعه عز وجل ، { قُلْ } لكفار مكة : { هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ } يعني هلموا بحجتكم بأنه صنع شيئاً من هذا غير الله عز وجل من الآلة ، فتكون لكم الحجة على الله تعالى : { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } [ آية : 64 ] بأن مع الله آلهة كما زعمتم ، يعني الملائكة .