Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 43-48)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَآ أَهْلَكْنَا } بالعذاب في الدنيا { ٱلْقُرُونَ ٱلأُولَىٰ } يعني نوحاً ، وعاداً ، وقوم إبراهيم ، وقوم لوط ، وقوم شعيب ، وغيرهم كانوا قبل موسى ، ثم قال عز وجل : { بَصَآئِرَ لِلنَّاسِ } يقول : في هلاك الأمم الحالية بصيرة لبني إسرائيل { وَهُدًى } يعني التوراة هدى من الضلالة لمن عمل بها ، { وَرَحْمَةً } لم آمن بها من العذاب { لَّعَلَّهُمْ } يعني لكي { يَتَذَكَّرُونَ } [ آية : 43 ] فيؤمنوا بتوحيد الله ، عز وجل . { وَمَا كُنتَ } يا محمد { بِجَانِبِ } يعني بناحية ، كقوله عز وجل { جَانِبَ ٱلْبَرِّ } [ الإسراء : 68 ] يعني ناحية البر { ٱلْغَرْبِيِّ } بالأرض المقدسة ، والغربى ، يعني غربي الجبل حيث تغرب الشمس { إِذْ قَضَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَى ٱلأَمْرَ } يقول : إذا عهدنا إلى موسى الرسالة إلى فرعون وقومه ، { وَمَا كنتَ مِنَ ٱلشَّاهِدِينَ } [ آية : 44 ] لذلك الأمر . { وَلَكِنَّآ أَنشَأْنَا قُرُوناً } يعني خلفنا قروناً ، { فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ ٱلْعُمُرُ وَمَا كُنتَ ثَاوِياً } يعني شاهداً { فِيۤ أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا } يعني تشهد مدين ، فتقرأ على أهل مكة أمرهم { وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ } [ آية : 45 ] يعني أرسلناك إلى أهل مكة لتخبرهم بأمر مدين . { وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ ٱلطُّورِ } يعني بناحية من الجبل الذي كلم الله عز وجل عليه موسى ، عليه السلام ، { إِذْ نَادَيْنَا } يعني إذا كلمنا موسى ، وآتيناه التوراة { وَلَـٰكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ } يقول : ولكن القرآن رحمة ، يعني نعمة من ربك النبوة اختصصت بها ، إذ أوحينا إليك أمرهم لتعرف كفار نبوتك ، فذلك قوله : { لِتُنذِرَ قَوْماً } يعني أهل مكة بالقرآن { مَّآ أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ } يعني رسولاً { مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ } يعني لكي { يَتَذَكَّرُونَ } [ آية : 46 ] فيؤمنوا . { وَلَوْلاۤ أَن تُصِيبَهُم مُّصِيبَةٌ } يعني العذاب في الدنيا { بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ } من المعاصي ، يعني كفار مكة { فَيَقُولُواْ رَبَّنَا لَوْلاۤ أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ } يعني القرآن { وَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } [ آية : 47 ] يعني المصدقين ، فيها تقديم ، يقول : لولا أن يقولوا : ربنا لولا أرسلت إلينا رسولاً فنتبع آياتك ، ونكون من المؤمنين لأصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم . { فَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلْحَقُّ } يعني القرآن { مِنْ عِندِنَا قَالُواْ لَوْلاۤ } يعني هلا { أُوتِيَ مِثْلَ مَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ } يعني أعطي محمد صلى الله عليه وسلم القرآن جملة مكتوبة كما أعطي موسى التوراة { أَوَلَمْ يَكْفُرُواْ بِمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ مِن قَبْلُ } قرآن محمد صلى الله عليه وسلم { قَالُواْ سِحْرَانِ تَظَاهَرَا } يعنون التوراة والقرآن ، ومن قرأ " ساحران " يعني موسى ومحمداً ، صلى الله عليهما ، " تظاهرا " ، يعني تعاونا على الضلالة ، يقول : صدق كل واحد منهما الآخر ، { وَقَالُواْ إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ } [ آية : 48 ] يعني بالتوراة وبالقرآن لا نؤمن بهما .