Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 49-55)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول الله عز وجل لمحمد صلى الله عليه وسلم : { قُلْ } لكفار مكة { فَأْتُواْ بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ هُوَ أَهْدَىٰ } لأهله { مِنْهُمَآ أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } [ آية : 49 ] بأنهما ساحران تظاهرا { فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكَ } فإن لم يفعلوا : أن يأتوا بمثل التوراة والقرآن { فَٱعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَآءَهُمْ } بغير علم { وَمَنْ أَضَلُّ } يقول : فلا أحد أضل { مِمَّنْ ٱتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ } [ آية : 50 ] إلى دينه عز وجل . { وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ ٱلْقَوْلَ } يقول : ولقد بينا لكفار مكة ما في القرآن من الأمم الخالية ، كيف عذبوا بتكذيبهم رسلهم ، { لَعَلَّهُمْ } يعني لكي { يَتَذَكَّرُونَ } [ آية : 51 ] فيخافون فيؤمنوا . { ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ } يعني أعطيناهم الإنجيل { مِن قَبْلِه } يعني القرآن { هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ } [ آية : 52 ] يعني هم بالقرآن مصدقون بأنه من الله عز وجل نزلت في مسلمي أهل الإنجيل ، وهم أربعون رجلاً من أهل الإنجيل ، أقبلوا من الشام بحيرى ، وأبرهة ، والأشرف ، ودريد ، وتمام ، وأيمن ، وإدريس ، ونافع . فنعتهم الله عز وجل ، فقال سبحانه : { وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ } آياتنا ، يقول : وإذا قرئ عليهم القرآن { قَالُوۤاْ آمَنَّا بِهِ } يعني صدقنا بالقرآن { إِنَّهُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّنَآ إنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ } [ آية : 53 ] يقول : إنا كنا من قبل هذا القرآن مخلصين لله عز وجل بالتوحيد . يقول الله عز وجل : { أُوْلَـٰئِكَ يُؤْتُونَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُواْ } أجراً بتمسكهم بالإسلام حين أدركوا محمداً صلى الله عليه وسلم ، فآمنوا به ، وأجرهم بالإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم ، فلما اتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم شتمهم كفار قومهم في متابعة النبي صلى الله عليه وسلم ، فصفحوا عنهم وردوا معروفاً ، فأنزل الله عز وجل : { وَيَدْرَؤُونَ بِٱلْحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ } ما سمعوا من قومهم من الأذى { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ } من الأموال { يُنفِقُونَ } [ آية : 54 ] في طاعة الله عز وجل . { وَإِذَا سَمِعُواْ ٱللَّغْوَ } من قومهم ، يعني من الشر والشتم والأذى ، { أَعْرَضُواْ عَنْهُ } يعني عن اللغو ، فلم يردوا عليهم مثل ما قيل لهم ، { وَقَالُواْ لَنَآ أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ } يعني لنا ديننا ولكم دينكم ، وذلك حين عيروهم بترك دينهم ، وقالوا لكفار قومهم : { سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ } يقول : ردوا عليهم معروفاً { لاَ نَبْتَغِي ٱلْجَاهِلِينَ } [ آية : 55 ] يعني لا نريد أن تكون مع أهل الجهل والسفه .