Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 31, Ayat: 12-19)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ ٱلْحِكْمَةَ } أعطيناه العلم والفهم من غير نبوة فهذه نعمة ، فقلنا له : { أَنِ ٱشْكُرْ للَّهِ } عز وجل في نعمه ، فيما أعطاك من الحكمة ، { وَمَن يَشْكُرْ } لله تعالى في نعمه ، فيوحده { فَإِنَّمَا يَشْكُرُ } يعني فإنما يعمل الخير ، { لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ } النعم ، فلم يوحد ربه عز وجل ، { فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ } عن عبادة خلقه { حَمِيدٌ } [ آية : 12 ] عن خلقه في سلطانه . { وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ } واسم ابنه أنعم { وَهُوَ يَعِظُهُ } يعني عز وجل يؤدبه ، { يٰبُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِٱللَّهِ } معه غيره { إِنَّ ٱلشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } [ آية : 13 ] كان ابنه وامرأته كفاراً ، فما زال بهما حتى أسلما ، وزعموا أن لقمان كان ابن خالة أيوب ، صلى الله عليه . حدثنا عبيدالله ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا سعيد بن بشير ، عن قتادة بن دعامة ، قال : كان لقمان رجلاً أفطس من أرض الحبشة ، قال هذيل : ولم أسمع مقاتلاً . { وَوَصَّيْنَا ٱلإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ } سعد بن أبي وقاص بوالديه ، يعني أباه اسمه مالك ، وأمه حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف { حَمَلَتْهُ أُمُّهُ } حمنة { وَهْناً عَلَىٰ وَهْنٍ } يعني ضعفاً على ضعف { وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ ٱشْكُرْ لِي } يعني الله عز وجل أن هداه للإسلام { وَ } اشكر { وَلِوَالِدَيْكَ } النعم فيما أولياك { إِلَيَّ ٱلْمَصِيرُ } [ آية : 14 ] فأجزيك بعملك . قال تعالى : { وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ } لا تعلم بأن معي شريكاً { فَلاَ تُطِعْهُمَا } في الشرك { وَصَاحِبْهُمَا فِي ٱلدُّنْيَا مَعْرُوفاً } يعني بإحسان ، ثم قال لسعد ، رضي الله عنه : { وَٱتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ } يعني دين من أقل إلى ، يعني النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال : { ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ } في الآخرة { فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } [ آية : 15 ] وقال ابن لقمان أنعم لأبيه : يا أبت ، إن عملت بالخطيئة حيث لا يرانى أحد كيف يعلمه الله ، عز وجل ، فرد عليه لقمان ، عليه السلام : { يٰبُنَيَّ إِنَّهَآ إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ } يعني وزن ذرة { مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ } التي في الأرض السفلى ، وهي خضراء مجوفة لها ثلاث شعب على لون السماء ، { أَوْ } تكن الحبة { فِي ٱلسَّمَاوَاتِ } السبع { أَوْ فِي ٱلأَرْضِ يَأْتِ بِهَا ٱللَّهُ } يعني بتلك الحبة { إِنَّ ٱللَّهَ لَطِيفٌ } باستخراجها { خَبِيرٌ } [ آية : 16 ] بمكانها . { يٰبُنَيَّ أَقِمِ ٱلصَّلاَةَ وَأْمُرْ بِٱلْمَعْرُوفِ } يعني التوحيد { وَٱنْهَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ } يعني الشر الذي لا يعرف { وَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَآ أَصَابَكَ } فيهما من الأذى { إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ ٱلأُمُورِ } [ آية : 17 ] يقول : إن ذلك الصبر على الأذى في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من حق الأمور التي أمر الله عز وجل بها ، وعزم عليها . { وَ } قال لقمان لابنه : { وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ } يقول : لا تعرض وجهك عن فقراء الناس إذا كلموك فخراً بالخيلاء والعظمة ، { وَلاَ تَمْشِ فِي ٱلأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } [ آية : 18 ] يعني عز وجل كل بطر مرح فخور في نعم الله تعالى لا يأخذها بالشكر . { وَٱقْصِدْ فِي مَشْيِكَ } لا تختل في مشيتك ، ولا تبطر حيث لا يحل ، { وَٱغْضُضْ } يعني واخفض { مِن صَوْتِكَ } يعني من كلامك بأمر لقمان ابنه بالاقتصاد في المشي ، والمنطق ، ثم ضرب للصوت الرفيع ، مثلاً ، فقال عز وجل { إِنَّ أَنكَرَ ٱلأَصْوَاتِ لَصَوْتُ ٱلْحَمِيرِ } [ آية : 19 ] يعني أقبح الأصوات لصوت الحمير ، لشدة صوتهن تقول العرب : هذا أصوات الحمير ، وهذا صوت الحمير ، وتقول : هذا صوت الدجاج , وهذا أصوات الدجاج ، وتقول : هذا صوت النساء ، وأصوات النساء .