Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 32, Ayat: 19-22)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ } في الآخرة { جَنَّاتُ ٱلْمَأْوَىٰ } مأوى المؤمنين ، ويقال : مأوى أرواح الشهداء { نُزُلاً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [ آية : 19 ] . { وَأَمَّا ٱلَّذِينَ فَسَقُواْ } يعني عصوا يعني الكفار { فَمَأْوَاهُمُ } يعني عز وجل فمصيرهم { ٱلنَّارُ كُلَّمَآ أَرَادُوۤاْ أَن يَخْرُجُواُ مِنْهَآ أُعِيدُواْ فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ } وذلك أن جهنم إذا جاشت ألقت الناس في أعلى النار ، فيريدون الخروج فتلقاهم الملائكة بالمقامع فيضربونهم ، فيهوى أحدهم من الضربة إلى قعرها ، وتقول الخزنة إذا ضربوهم : { ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلنَّارِ ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ } [ آية : 20 ] بالبعث وبالعذاب بأنه ليس كائناً ، ثم قال عز وجل : { وَلَنُذِيقَنَّهُمْ } يعني كفار مكة { مِّنَ ٱلْعَذَابِ ٱلأَدْنَىٰ } يعني الجوع الذي أصابهم في السنين السبع بمكة حين أكلوا العظام والموتى والجيف والكلاب عقوبة بتكذيبهم النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : { دُونَ ٱلْعَذَابِ ٱلأَكْبَرِ } يعني القتل ببدر ، وهو أعظم من العذاب الذي أصابهم من الجوع { لَعَلَّهُمْ } يعني لكي { يَرْجِعُونَ } [ آية : 21 ] من الكفر إلى الإيمان . { وَمَنْ أَظْلَمُ } يقول : فلا أحد أظلم { مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ } يقول : ممن وعظ بآيات القرآن { ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَآ } عن الإيمان { إِنَّا مِنَ ٱلْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ } [ آية : 22 ] يعني كفار مكة نزلت في المطعمين والمستهزئين من قريش ، انتقم الله عز وجل منهم بالقتل ببدر ، وضربت الملائكة الوجوه والأدبار ، وتعجيل أرواحهم إلى النار .