Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 34, Ayat: 5-9)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم ذكر كفار مكة ، فقال عز وجل : { وَٱلَّذِينَ سَعَوْا } عملوا { فِيۤ آيَاتِنَا } يعني القرآن { مُعَاجِزِينَ } مثبطين الناس عن الإيمان بالقرآن مثلها في الحج { أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ } [ آية : 5 ] نظيرها في الجاثية . { وَيَرَى } ويعلم { ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ } بالله عز وجل ، يعني مؤمنى أهل الكتاب وهي قراءة ابن مسعود ، " ويعلم الذين أوتوا الحكمة من قبل " ، { ٱلَّذِيۤ أُنزِلَ إِلَيْكَ } يعني النبي صلى الله عليه وسلم { مِن رَّبِّكَ هُوَ ٱلْحَقَّ } يعني القرآن ، { وَيَهْدِيۤ إِلَىٰ صِرَاطِ } ويدعو إلى دين { ٱلْعَزِيزِ } في ملكه { ٱلْحَمِيدِ } [ آية : 6 ] في خلقه . { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بالبعث أبو سفيان ، قال لكفار مكة : { هَلْ نَدُلُّكُمْ } ألا ندلكم { عَلَىٰ رَجُلٍ } يعني النبي صلى الله عليه وسلم { يُنَبِّئُكُمْ } يخبركم أنكم { إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ } يخبركم أنكم إذا تفرقتم في الأرض وذهبت اللحوم والعظام ، وكنتم تراباً { إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ } [ آية : 7 ] يعني البعث بعد الموت . ثم قال أبو سفيان : { أَفْتَرَىٰ } محمد صلى الله عليه وسلم { عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً } حين يزعم أنا نبعث بعد الموت { أَم بِهِ جِنَّةٌ } يقول : أم بمحمد جنون ، فرد الله عز وجل عليهم ، فقال : { بَلِ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ } لا يصدقون بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال هم أكذب وأشد فرية من محمد صلى الله عليه وسلم حين كذبوا بالبعث ، ثم قال جل وعز : هم { فِي ٱلْعَذَابِ } في الآخرة { وَٱلضَّلاَلِ ٱلْبَعِيدِ } [ آية : 8 ] الشقاء الطويل ، نظيرها في آخر اقتربت الساعة . ثم خوفهم ، فقال جل وعز : { أَفَلَمْ يَرَوْاْ إِلَىٰ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ } ثم بين ما هو ، فقال جل وعز : { مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ ٱلأَرْضَ } فتبتلهم { أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ } يعني جانباً من السماء فنهلكهم بها { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً } يعني عبرة { لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ } [ آية : 9 ] مخلص بالتوحيد .