Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 35, Ayat: 21-30)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلاَ ٱلظِّلُّ } يعني الجنة { وَلاَ ٱلْحَرُورُ } [ آية : 21 ] يعني النار . { وَمَا يَسْتَوِي ٱلأَحْيَآءُ } المؤمنين { وَلاَ ٱلأَمْوَاتُ } يعني الكفار والبصير ، والظل والنور ، والأحياء ، فهو مثل المؤمن ، والأعمى ، والظلمات ، والحرور ، والأموات ، فهو مثل الكافر ، ثم قال جل وعز : { إِنَّ ٱللَّهَ يُسْمِعُ } الإيمان { مَن يَشَآءُ وَمَآ أَنتَ } يا محمد { بِمُسْمِعٍ مَّن فِي ٱلْقُبُورِ } [ آية : 22 ] وذلك أن الله جل وعزشبه الكافر من الأحياء حين دعوا إلى الإيمان فلم يسمعوا ، بالأموات أهل القبور الذين لا يسمعون الدعاء . ثم قال للنبي ، عليه السلام ، حين لم يجيبوه إلى الإيمان : { إِنْ أَنتَ إِلاَّ نَذِيرٌ } [ آية : 23 ] ما أنت إلا رسول { إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ بِٱلْحَقِّ } لم نرسك رسولاً باطلاً لغير شىء { بَشِيراً } لأهل طاعته بالجنة { وَنَذِيراً } من النار لأهل معصيته ، ثم قال : { وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ } وما من أمة فيما مضى { إِلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ } [ آية : 24 ] إلا جاءهم رسول غير أمة محمد ، فإنهم لم يجئهم رسول قبل محمد صلى الله عليه وسلم ، ولا يجيئهم إلى يوم القيامة . { وَإِن يُكَذِّبُوكَ } يعزي نبيه صلى الله عليه وسلم ليصبر فلست بأول رسول كذب { فَقَدْ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } من الأمم الخالية { جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ } بالآيات التي كانوا يصنعون ويخبرون بها { وَبِٱلزُّبُرِ } وبالأحاديث التي كانت قبلهم من المواعظ { وَبِٱلْكِتَابِ ٱلْمُنِيرِ } [ آية : 25 ] المضىء الذي فيه أمره ونهيه . { ثُمَّ أَخَذْتُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بالعذاب { فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ } [ آية : 26 ] تغييري الشر . { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أنَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً } يعني المطر { فَأَخْرَجْنَا بِهِ } بالماء { ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا } بيض وحمر وصفر { وَمِنَ ٱلْجِبَالِ } أيضاً { جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا } يعني بالجدد الطرائق التي تكون في الجبال منها أبيض وأحمر { وَ } منها { وَغَرَابِيبُ سُودٌ } [ آية : 27 ] يعني الطوال السود . ثم قال جل وعز : { وَمِنَ ٱلنَّاسِ وَٱلدَّوَآبِّ وَٱلأَنْعَامِ } بيض وحمر وصفر وسود { مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ } اختلاف ألوان الثمار ، ثم قال جل وعز : { كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى ٱللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ ٱلْعُلَمَاءُ } فيها تقديم يقول : أشد الناس لله عز وجل خيفة أعلمهم الله تعالى { إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ } في ملكه { غَفُورٌ } [ آية : 28 ] لذنوب المؤمنين . { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ ٱللَّهِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ } في مواقيتها { وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ } من الأموال { سِرّاً وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ } [ آية : 29 ] لن تهلك ، هؤلاء قوم من المؤمنين أثنى الله جل وعز عليهم . { لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ } ليوفر لهم أعمالهم { وَيَزِيدَهُم } على أ عمالهم من الجنة { مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ } للذنوب العظام { شَكُورٌ } [ آية : 30 ] لحسناتهم .