Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 114-121)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم قال سبحانه : { لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ } ، يعنى قوم طعمة قيس بن زيد ، وكنانة بن أبى الحقيق ، وأبو رافع ، وكلهم يهود ، حين تناجوا فى أمر طعمة ، ثم استثنى ، فقال : { إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ } ، يعنى القرض ، { أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ ٱلنَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ ٱبْتَغَآءَ مَرْضَاتِ ٱللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً } [ آية : 114 ] ، يعنى جزاء عظيماً ، فأنزل الله عز وجل فى قولهم : { وَمَن يُشَاقِقِ } ، يعنى يخالف { ٱلرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ ٱلْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ } ، يعنى غير دين { ٱلْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ } من الآلهة ، { وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَآءَتْ مَصِيراً } [ آية : 115 ] ، يعنى وبئس المصير . فلما قدم طعمة مكة ، نزل على الحجاج ابن علاط السلمى ، فأحسن نزله ، فبلغه أن فى بيته ذهباً ، فلما كان من الليل خرج فنقب حائط البيت ، وأراد أن يأخذ الذهب وفى البيت مسوك يا بسة مسوك الشاء قد أصابها حر الشمس ولم تدبغ ، فلما دخل البيت من النقب وطئ المسوك ، فسمعوا قعقة المسوك فى صدره عند النقب ، وأحاطوا بالبيت ، ونادوه : اخرج فإنا قد أحطنا بالبيت ، فلما خرج إذا هم بضيفهم طعمة ، فأراد أهل مكة أن يرجموه فاستحيا الحجاج لضيفه ، وكانوا يكرمون الضيف فأهزوه وشتموه ، فخرج من مكة ، فلحق بحرة بنى سليم يعبد صنمهم ، ويصنع ما يصنعون حتى مات على الشرك ، فأنزل الله عز وجل فيه : { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ } ، يعنى يعدل به ، فيموت عليه ، { وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذٰلِكَ لِمَن يَشَآءُ } ، يعنى ما دون الشرك لمن يشاء ، فمشيئته لأهل التوحيد ، { وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ } عن الهدى ، { ضَلاَلاً بَعِيداً } [ آية : 116 ] . ثم إن أبا مليك عاش حتى استخلف عمر بن الخطاب ، رضى الله عنه ، فحلف بالله لعمر ، رضى الله عنه ، لا يولى راجعاً ، فلما كان يوم القادسية انهزم المشركون إلى الفرات وجاءت أساورة كسرى ، فهزموا المسلمين إلى قريب من الجيش ، فثبت أبو مليك حتى قتل ، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب ، رضى الله عنه ، فقال أبو مليك : صدق الله وعده : { إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً } ، يعنى أوثاناً ، يعنى أمواتاً اللات والعزى ، وهى الأوثان لا تحرك ولا تضر ولا تنفع ، فهى ميتة ، { وَإِن يَدْعُونَ } ، يعنى وما يعبدون من دونه ، { إِلاَّ شَيْطَاناً } ، يعنى إبليس ، زين لهم إبليس طاعته فى عبادة الأوثان { مَّرِيداً } [ آية : 117 ] ، يعنى عاتباً تمرد على ربه عز وجل فى المعصية ، { لَّعَنَهُ ٱللَّهُ } حين كره السجود لآدم صلى الله عليه وسلم ، { وَقَالَ } إبليس لربه جل جلاله : { لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً } [ آية : 118 ] ، يعنى حظاً معلوماً من كل ألف إنسان واحد فى الجنة وسائرهم فى النار ، فهذا النصيب المفروض . { وَ } قال إبليس : { وَلأُضِلَّنَّهُمْ } عن الهدى ، { وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ } بالباطل ، ولأخبرنهم ألا بعث ولا جنة ولا نار ، { وَلأَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ } ، يعنى ليقطعن ، { آذَانَ ٱلأَنْعَامِ } ، وهى البحيرة للأوثان ، { وَلأَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ ٱللَّهِ } ، يعنى ليبدلن دين الله ، { وَمَن يَتَّخِذِ ٱلشَّيْطَانَ } ، يعنى إبليس { وَلِيّاً } ، يعنى رباً { مِّن دُونِ ٱللَّهِ } عز وجل ، { فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً } [ آية : 119 ] ، يقول : فقد ضل ضلالاً بيناً . { يَعِدُهُمْ } إبليس الغرور ألا بعث ، { وَيُمَنِّيهِمْ } إبليس الباطل ، { وَمَا يَعِدُهُمْ ٱلشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً } [ آية : 120 ] ، يعنى إلا باطلاً ، الذى ليس بشئ ، وقال : { وَمَن يَتَّخِذِ ٱلشَّيْطَانَ وَلِيّاً } { أُوْلَـٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلاَ يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصاً } [ آية : 121 ] ، يعنى مقراً يلجئون إليه ، يعنى القرار .