Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 59-59)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلأَمْرِ مِنْكُمْ } ، وذلك " أن النبى صلى الله عليه وسلم بعث خالد بن الوليد على سرية فيهم عمار بن ياسر ، فساروا حتى دنوا من الماء ، فعرسوا قريباً ، وبلغ العدو أمرهم فهربوا ، وبقى منهم رجل ، فجمع متاعه ، وجاء ليلاً فلقى عماراً ، فقال : يا أبا اليقظان ، إن القوم سمعوا بكم ، فهربوا ولم يبق غيرى ، وقد أسلمت ، وشهدت ألا إله إلا الله ، وأن محمداً عبده ورسوله ، فهل الإسلام نافعى ؟ فقال عمار : ينفعك ، فأقم ، فلما أصبح خالد غار بخيله ، فلم يجد إلا هذا الرجل وماله ، فقال عمار : خل عن هذا الرجل وماله ، فقد أسلم وهو فى أمانآ ، قال خالد : فبم أنت تجير دونى وأنا أمير عليك ، فاستبا ، فلما رجعا إلى المدينة أجاز النبى صلى الله عليه وسلم أمان عمار ، ونهاه أن يجير الثانية على أمير ، فقال خالد : يا نبى الله ، يسبنى هذا العبد الأجدع ، وشتم خالد عماراً . فقال النبى صلى الله عليه وسلم لخالد : " لا تسب عماراً ، فمن سب عماراً سب الله ، ومن أبغض عماراً أبغضه الله ، ومن لعن عماراً لعنه الله " ، فغضب عمار ، فقام فذهب ، فقال النبى صلى الله عليه وسلم لخالد : " قم فاعتذر إليه " ، فأتاه خالد فأخذ بثوبه ، فاعتذر إليه ، فأعرض عنه " ، فأنزل الله عز وجل فى عمار : { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلأَمْرِ مِنْكُمْ } ، يعنى خالد بن الوليد ؛ لأن النبى صلى الله عليه وسلم كان ولاه أمرهم ، فأمر الله عز وجل بطاعة أمراء سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم . { فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ } من الحلال والحرام ، يعنى خالداً وعماراً ، { فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ } ، يعنى إلى القرآن ، { وَٱلرَّسُولِ } ، يعنى سُنة النبى صلى الله عليه وسلم ، نظيرها فى النور ، ثم قال : { إِن كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ } ، يعنى تصدقون بالله بأنه واحد لا شريك له ، { وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } ، يعنى باليوم الذى فيه جزاء الأعمال ، فليفعل ما أمر الله ، { ذٰلِكَ } الرد إليهما { خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً } [ آية : 59 ] ، يعنى وأحسن عاقبة .