Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 41, Ayat: 16-20)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
فذلك قوله تعالى : { فَأَرْسَلْنَا } ، فأرسل الله { عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً } ، يعني باردة ، { فِيۤ أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ } ، يعني شداداً وكانت ريح الدبور فأهلكتهم ، فذلك قوله : { لِّنُذِيقَهُمْ } ، يعني لكي نعذبهم ، { عَذَابَ ٱلْخِزْيِ } ، يعني الهوان ، { فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } ، فهو الريح ، { وَلَعَذَابُ ٱلآخِرَةِ أَخْزَىٰ } ، يعني أشد وأكثر إهانة من الريح التي أهلكتهم في الدنيا ، { وَهُمْ لاَ يُنصَرُونَ } [ آية : 16 ] ، يعني لا يسمعون من العذاب . قال عبدالله : سمعت أبا العباس أحمد بن يحيى يقول : الصرصر ، الريح الباردة التي لها صوت . ثم ذكر ثمود ، فقال : { وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ } ، يعني بينا لهم ، { فَٱسْتَحَبُّواْ ٱلْعَمَىٰ عَلَى ٱلْهُدَىٰ } ، يقول : اختاروا الكفر على الإيمان ، { فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ } ، يعني صيحة جبريل ، عليه السلام ، { ٱلْعَذَابِ ٱلْهُونِ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } [ آية : 17 ] ، يعني يعملون من الشرك . ثم قال : { وَنَجَّيْنَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } ، يعني صدقوا بالتوحيد من العذاب الذي نزل بكفارهم ، { وَكَانُواْ يتَّقُونَ } [ آية : 18 ] الشرك . قوله : { وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَآءُ ٱللَّهِ إِلَى ٱلنَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ } [ آية : 19 ] ، نزلت في صفوان بن أمية الجمحي ، وفي ربيعة ، وعبد باليل ابنى عمرو الثقفيين [ … ] ، إلى خمس آيات ، ويقال : إن الثلاثة نفر : صفوان بن أمية ، وفرقد بن ثمامة ، وأبو فاطمة ، { فَهُمْ يُوزَعُونَ } ، يعني يساقون إلى النار ، تسوقهم خزنة جهنم . { حَتَّىٰ إِذَا مَا جَآءُوهَا } ، يعني النار وعاينوها ، قيل لهم : أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون في الدنيا ؟ قالوا عند ذلك { وَٱللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } [ الأنعام : 23 ] ، فختم الله على أفواههم ، وأوحى إلى الجوارح فنطقت بما كتمت الألسن من الشرك ، فذلك قوله : { شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُم } وأيديهم ، وأرجلهم ، { بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [ آية : 20 ] من الشرك .