Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 41, Ayat: 21-24)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
فلما شهدت عليهم الجوارح ، { وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمْ } ، قالت الألسن للجوارح : { لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا } ، يعني الجوارح ، قالوا : أبعدكم الله ، إنما كنا نجاحش عنكم ، فلم شهدتم علينا بالشرك ، ولم تكونوا تتكلمون في الدنيا ، { قَالُوۤاْ } ، قالت الجوارح للألسن : { أَنطَقَنَا ٱللَّهُ } اليوم ، { ٱلَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ } من الدواب وغيرها ، { وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ } ، يعني هو أنطقكم أول مرة من قبلها في الدنيا ، قبل أن ننطق نحن اليوم ، { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } [ آية : 21 ] ، يقول : إلى الله تردون في الآخرة ، فيجزيكم بأعمالكم ، في التقديم . وذلك أن هؤلاء النفر الثلاثة كانوا في ظل الكعبة يتكلمون ، فقال أحدهما : هل يعلم الله ما تقول ؟ فقال الثاني : إن خفضنا لم يعلم ، وإن رفعنا علمه ، فقال الثالث : إن كان الله يسمع إذا رفعنا ، فإنه يسمع إذا خفضنا ، فسمع قولهم عبدالله بن مسعود ، فأخبر بقولهم النبى صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله في قولهم : { وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ } ، يعني تستيقنون ، وقالوا : تستكتمون ، { أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلاَ أَبْصَارُكُمْ وَلاَ جُلُودُكُمْ وَلَـٰكِن ظَنَنتُمْ } ، يعني حسبتم ، { أَنَّ ٱللَّهَ لاَ يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ } [ آية : 22 ] ، يعني هؤلاء الثلاثة ، قول بعضهم لبعض : هل يعلم الله ما نقول ؟ لقول الأول والثاني والثالث ، يقول : حسبتم { أَنَّ ٱللَّهَ لاَ يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ } . { وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ ٱلَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ } ، يقول : يقينكم الذي أيقنتم بربكم وعلمكم بالله بأن الجوارح لا تشهد عليكم ، ولا تنطق ، وأن الله لا يخزيكم بأعمالكم الخبيثة ، { أَرْدَاكُمْ } ، يعني أهلككم سوء الظن ، { فَأَصْبَحْتُمْ مِّنَ ٱلُخَاسِرِينَ } [ آية : 23 ] بظنكم السيىء ، كقوله لموسى : { فَتَرْدَىٰ } [ طه : 16 ] ، يقول فتهلك ، { فَأَصْبَحْتُمْ مِّنَ ٱلُخَاسِرِينَ } ، يعني من أهل النار . { فَإِن يَصْبِرُواْ } على النار ، { فَٱلنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ } ، يعني فالنار مأواهم ، { وَإِن يَسْتَعْتِبُواْ } في الآخرة ، { فَمَا هُم مِّنَ ٱلْمُعْتَبِينَ } [ آية : 24 ] ، يقول : وإن يستقيلوا ربهم في الآخرة ، فما هم من المقالين ، لا يقبل ذلك منهم .