Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 42, Ayat: 14-15)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال : { وَمَا تَفَرَّقُوۤاْ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ } ، يعنى البيان ، { بَغْياً بَيْنَهُمْ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ } ، ولولا كلمة الفصل التى سبقت من ربك فى الآخرة يا محمد فى تأخير العذاب عنهم ، { إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى } ، يعنى به القيامة ، { لَّقُضِيَ بِيْنَهُمْ } ، بين من آمن وبين من كفر ، ولولا ذلك لنزل بهم العذاب فى الدنيا ، حين كذبوا وأختلفوا ، ثم قال : { وَإِنَّ ٱلَّذِينَ أُورِثُواْ ٱلْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ } قوم نوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، أورثوا الكتاب من بعدهم ، اليهود ، والنصارى من بعد أنبيائهم ، { لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ } يعنى من الكتاب الذى عندهم ، { مُرِيبٍ } [ آية : 14 ] . قوله : { فَلِذَلِكَ فَٱدْعُ } ، يعنى إلى التوحيد ، يقول الله لنبيه صلى الله عليه وسلم : ادع أهل الكتاب إلى معرفة ربك ، إلى هذا التوحيد ، { وَٱسْتَقِمْ } ، يقول : وامض ، { كَمَآ أُمِرْتَ } بالتوحيد ، كقوله فى الزمر : { فَٱعْبُدِ ٱللَّهَ } [ الزمر : 2 ] ، { وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ } فى ترك الدعاء ، وذلك حين دعاه أهل الكتاب إلى دينهم . ثم قال : { وَقُلْ } لأهل الكتاب : { آمَنتُ } ، يقول : صدقت ، { بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِن كِتَابٍ } ، يعنى القرآن ، والتوراة ، والإنجيل ، والزبور ، { وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ } ، بين أهل الكتاب فى القول ، يقول : أعدل بما آتانى الله فى كتابه ، والعدل أنه دعاهم إلى دينه ، قوله : { ٱللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَآ أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ } ، يقول : لنا ديننا الذي نحن عليه ، ولكم دينكم الذى أنتم عليه ، { لاَ حُجَّةَ } ، يقول لا خصومة ، { بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ } فى الدين ، يعنى أهل الكتاب ، نسختها آية القتال فى براءة ، { ٱللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا } ، فى الآخرة ، فيجازينا بأعمالنا ويجازيكم ، { وَإِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ } [ آية : 15 ] .