Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 42, Ayat: 16-20)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَٱلَّذِينَ يُحَآجُّونَ } ، يعنى يخاصمون ، { فِي ٱللَّهِ } ، فهم اليهود ، قدموا على النبى صلى الله عليه وسلم بمكة ، فقالوا للمسلمين : ديننا أفضل من دينكم ، ونبينا أفضل من نبيكم ، يقول : { مِن بَعْدِ مَا ٱسَتُجِيبَ لَهُ } ، يعنى لله فى الإيمان ، { حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ } ، يقول : خصومتهم باطلة حين زعموا أن دينهم أفضل من دين الإسلام ، { عِندَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ } من الله ، { وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } [ آية : 16 ] . { ٱللَّهُ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ } ، يقول : لم ينزله باطلاً لغير شىء ، { وَٱلْمِيزَانَ } ، يعنى العدل ، { وَمَا يُدْرِيكَ } يا محمد ، { لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ قَرِيبٌ } [ آية : 17 ] ، وذلك أن النبى صلى الله عليه وسلم ذكر الساعة وعنده أبو فاطمة بن البحتري ، وفرقد بن ثمامة ، وصفوان بن أمية ، فقالوا للنبى صلى الله عليه وسلم : متى تكون الساعة ؟ تكذيباً بها ، فقال الله تعالى : { وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ } ، يعنى القيامة ، { قَرِيبٌ } . { يَسْتَعْجِلُ بِهَا } بالساعة ، { ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهَا } ، يعنى لا يصدقون بها ، هؤلاء الثلاثة نفر ، أنها كائنة ؛ لأنهم لا يخافون ما فيها ، { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مُشْفِقُونَ مِنْهَا } ، يعنى بلال وأصحابه ، صدقوا النبى صلى الله عليه وسلم بها ، يعنى بالساعة ؛ لأنهم لا يدرون على ما يهجمون منها ، { وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا ٱلْحَقُّ } الساعة أنها كائنة ، ثم ذكر الذين لا يؤمنون بالساعة ، فقال : { أَلاَ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُمَارُونَ فَي ٱلسَّاعَةِ } ، يعنى هؤلاء الثلاثة ، يعنى يشكون فى القيامة ، { لَفِي ضَلاَلَ بَعِيدٍ } [ آية : 18 ] ، يعنى طويل . { ٱللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ } ، البر منهم والفاجر ، لا يهلكهم جوعاً حين قال : { إِنَّا كَاشِفُو ٱلْعَذَابِ قَلِيلاً } [ الدخان : 15 ] ، { يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ وَهُوَ ٱلْقَوِيُّ } فى هلاكهم ببدر ، { ٱلْعَزِيزُ } [ آية : 19 ] فى نقمته منهم . { مَن كَانَ يُرِيدُ } بعمله الحسن ، { حَرْثَ ٱلآخِرَةِ } ، يقول : من كان من الأبرار يريد بعمله الحسن ثواب الآخرة ، { نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ } ، يعنى بلالاً وأصحابه حتى يضاعف له فى حرثه ، يقول : فى عمله ، { وَمَن كَانَ } من الفجار ، { يُرِيدُ } بعمله { حَرْثَ ٱلدُّنْيَا } ، يعنى ثواب الدنيا ، { نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي ٱلآخِرَةِ } ، يعنى الجنة لهؤلاء الثلاثة ، { مِن نَّصِيبٍ } [ آية : 20 ] ، يعنى من حظ ، ثم نسختها : { مَّن كَانَ يُرِيدُ ٱلْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَآءُ لِمَن نُّرِيدُ } [ الإسراء : 18 ] .