Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 42, Ayat: 21-26)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُواْ } ، يقول : سنوا ، { لَهُمْ مِّنَ ٱلدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ ٱللَّهُ } ، يعنى كفار مكة ، يقول : ألهم آلهة يبينوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ، ثم قال : { وَلَوْلاَ كَلِمَةُ ٱلْفَصْلِ } التى سبقت من الله فى الآخرة أنه معذبهم ، يقول : لولا ذلك الأجل ، { لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ } ، يقول : لنزل بهم العذاب فى الدينا ، { وَإِنَّ ٱلظَّالِمِينَ } ، يعنى المشركين ، { لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [ آية : 21 ] يعنى وجيع . ثم أخبر بمستقر المؤمنين والكافرين فى الآخرة ، فقال : { تَرَى ٱلظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُواْ } من الشرك ، { وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ } ، يعنى العذاب ، فى التقديم ، ثم قال : { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ ٱلْجَنَّاتِ } ، يعنى بساتين الجنة ، { لَهُمْ مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ } الذى ذكر من الجنة ، { هُوَ ٱلْفَضْلُ ٱلْكَبِيرُ } [ آية : 22 ] . ثم قال : { ذَلِكَ ٱلَّذِي } ، ذكر من الجنة ، { يُبَشِّرُ ٱللَّهُ عِبَادَهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } ، يعنى صدقوا ، { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } ، من الأعمال ، { قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً } ، يعنى على الإيمان جزاء ، { إِلاَّ ٱلْمَوَدَّةَ فِي ٱلْقُرْبَىٰ } ، يقول : إلا أن تصلوا قرابتى ، وتتبعونى ، وتكفوا عنى الأذى ، ثم نسختها : { قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّن أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ } [ سبأ : 47 ] ، قوله : { وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً } ، يقول : ومن يكتسب حسنة واحدة ، { نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً } ، يقول : نضاعف له الحسنة الواحدة ، عشراً فصاعداً ، { إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ } ، لذنوب هؤلاء ، { شَكُورٌ } [ آية : 23 ] ، لمحاسنهم القليلة ، حين يضاعف الواحدة عشراً فصاعداً . قوله : { أَمْ يَقُولُونَ } كفار مكة إن محمداً ، { ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً } ، حين زعم أن القرآن من عند الله ، فشق على النبى صلى الله عليه وسلم تكذيبهم أياه ، يقول الله تعالى : { فَإِن يَشَإِ ٱللَّهُ يَخْتِمْ عَلَىٰ قَلْبِكَ } ، يقول : يربط على قلبك ، فلا يدخل فى قلبك المشقة من قولهم بأن محمداً كذاب مفتر ، { وَيَمْحُ ٱللَّهُ } إن شاء { ٱلْبَاطِلَ } الذى يقولون أنك كذاب مفتر ، من قلبك ، { وَيُحِقُّ } الله { ٱلْحَقَّ } ، وهو الإسلام ، { بِكَلِمَاتِهِ } ، يعنى القرآن الذى أنزل عليه ، { إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } [ آية : 24 ] ، يعنى القلوب ، يعلم ما فى قلب محمد صلى الله عليه وسلم من الحزن من قولهم بتكذيبهم أياه . قوله : { وَهُوَ ٱلَّذِي يَقْبَلُ ٱلتَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُواْ عَنِ ٱلسَّيِّئَاتِ } ، يقول : ويتجاوز عن الشرك الذى تابوا ، { وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ } [ آية : 25 ] من خير أو شر . { وَيَسْتَجِيبُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَٱلْكَافِرُونَ } من أهل مكة ، { لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } [ آية : 26 ] ، لا يفتر عنهم .