Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 42, Ayat: 27-35)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَلَوْ بَسَطَ ٱللَّهُ ٱلرِّزْقَ } ، يعنى ولو وسع الله الرزق ، { لِعِبَادِهِ } ، فى ساعة واحدة ، { لَبَغَوْاْ } ، يعنى لعصوا ، { فِي ٱلأَرْضِ } ، فيها تقديم { وَلَـٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَآءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرُ بَصِيرٌ } [ آية : 27 ] بهم . { وَهُوَ ٱلَّذِي يُنَزِّلُ ٱلْغَيْثَ } ، يعنى المطر الذى حبس عنهم بمكة سبع سنين ، { مِن بَعْدِ مَا قَنَطُواْ } ، يعنى من بعد الإياسة ، { وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ } ، يعنى نعمته ببسط المطر ، { وَهُوَ ٱلْوَلِيُّ } ، ولى المؤمنين ، { ٱلْحَمِيدُ } [ آية : 28 ] عند خلقه فى نزول الغيث عليهم . { وَمِنْ آيَاتِهِ } ، أن تعرفوا توحيد الرب وصنعه ، وإن لم تروه ، { خَلْقُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَآبَّةٍ } ، يعنى الملائكة فى السموات والخلائق فى الأرض ، { وَهُوَ عَلَىٰ جَمْعِهِمْ } فى الآخرة ، { إِذَا يَشَآءُ قَدِيرٌ } [ آية : 29 ] . قوله : { وَمَآ أَصَابَكُمْ مِّن مُّصِيبَة } ، يعنى المؤمنين من بلاء الدنيا وعقوبة من اختلاج عرق ، أو خدش عود ، أو نكبة حجر ، أو عثرة قدم ، فصاعداً إلا بذنب ، فذلك قوله : { وَمَآ أَصَابَكُمْ مِّن مُّصِيبَةٍ } { فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ } من المعاصى ، { وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ } [ آية : 30 ] يعنى ويتجاوز عن كثير من الذنوب ، فلا يعاقب بها فى الدنيا . حدثنا عبدالله ، قال : حدثنى أبى ، قال : " قال أبو صالح : بلغنا أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " ما عفا الله عنه فهو أكثر " ، وقال : بلغنى أنه قال ، يعنى النبى صلى الله عليه وسلم : " ما عفا الله عنه ، فلم يعاقب به فى الآخرة " ، ثم تلا هذه الآية : { مَن يَعْمَلْ سُوۤءًا يُجْزَ بِهِ } [ النساء : 123 ] ، قال هاتان الآيتان فى الدنيا للمؤمنين . قوله تعالى : { وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ } ، يعنى بسابقى الله هرباً ، { فِي ٱلأَرْضِ } بأعمالكم الخبيثة حتى يجزيكم بها ، { وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيٍّ } ، يعنى قريب ينفعكم ، { وَلاَ نَصِيرٍ } [ آية : 31 ] ، يقول : ولا مانع يمنعكم من الله جل وعز . { وَمِنْ آيَاتِهِ } ، أن تعرفوا توحيده بصنعه ، وإن لم تروه ، { ٱلْجَوَارِ فِي ٱلْبَحْرِ كَٱلأَعْلاَمِ } [ آية : 32 ] ، يعنى السفن تجرى فى البحر بالرياح كالأعلام ، شبه السفن فى البحر كالجبال فى البر . وقال : { إِن يَشَأْ يُسْكِنِ ٱلرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَىٰ ظَهْرِهِ } ، قائمات على ظهر الماء ، فلا تجرى ، { إِنَّ فِي ذَلِكَ } الذى ترون ، يعنى السفن إذا جرين وإذا ركدن ، { لآيَاتٍ } ، يعنى لعبرة ، { لِّكُلِّ صَبَّارٍ } ، يقول : كل صبور على أمر الله ، { شَكُورٍ } [ آية : 33 ] لله تعالى فى هذه النعمة . ثم قال : { أَوْ يُوبِقْهُنَّ } ، يقول : وإن يشأ يهلكهن ، يعنى السفن ، { بِمَا كَسَبُوا } ، يعنى بما عملوا من الشرك ، { وَيَعْفُ } ، يعنى يتجاوز ، { عَن كَثِيرٍ } [ آية : 34 ] ، من الذنوب ، فينجيهم من الغرق والهلكة . قال : { وَيَعْلَمَ ٱلَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيۤ آيَاتِنَا مَا لَهُمْ مِّن مَّحِيصٍ } [ آية : 35 ] ، قال : ويعنى من فرار .