Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 42, Ayat: 36-43)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَمَآ أُوتِيتُمْ مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } ، تتمتعون بها قليلاً ، { وَمَا عِندَ ٱللَّهِ خَيْرٌ } مما أوتيتم فى الدنيا ، { وَأَبْقَىٰ } وأدام { لِلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } [ آية : 36 ] ، يعنى وبربهم يثقون . ثم نعتهم ، فقال : { وَٱلَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ ٱلإِثْمِ } ، يقول : كل ذنب يختم بنار ، { وَٱلْفَوَاحِشَ } ، ما يقام فيه الحد فى الدنيا ، { وَإِذَا مَا غَضِبُواْ هُمْ يَغْفِرُونَ } [ آية : 37 ] ، يعنى يتجاوزون عن ظلمهم ، فيكظمون الغيظ ويعفون ، نزلت فى عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن فرط بن رازح بن عدى بن لؤى حين شتم بمكة ، فذلك قوله : { قُل لِّلَّذِينَ آمَنُواْ يَغْفِرُواْ } الجاثية : 14 ] ، يعنى يتجاوزوا عن الذين { لاَ يَرْجُونَ أَيَّامَ ٱللَّهِ … } [ الجاثية : 14 ] . وقال : { وَٱلَّذِينَ ٱسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمْ } ، فى الإيمان ، { وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ } ، يقول : وأتموا الصلوات الخمس ، نزلت فى الأنصار ، داوموا عليها ، { وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ } ، قال : كانت قبل الإسلام ، وقبل قدوم النبى صلى الله عليه وسلم المدينة ، إذا كان بينهم أمر ، أو أرادوا أمراً ، اجتمعوا فتشاوروا بينهم ، فأخذوا به ، فأثنى الله عليهم خيراً ثم قال : { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ } من الأموال ، { يُنفِقُونَ } [ آية : 38 ] فى طاعة الله . قال : { وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَابَهُمُ ٱلْبَغْيُ } ، يعنى الظلم ، { هُمْ يَنتَصِرُونَ } [ آية : 39 ] ، يعنى المجروح ينتصر من الظالم ، فيقتص منه . { وَجَزَآءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا } ، أن يقتص منه المجروح كما أساء إليه ، ولا يزيد شيئاً ، { فَمَنْ عَفَا } ، يعنى فمن ترك الجارح ولم يقتص ، { وَأَصْلَحَ } العمل كان العفو من الأعمال الصالحة ، { فَأَجْرُهُ عَلَى ٱللَّهِ } ، قال : جزاؤه على الله ، { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلظَّالِمِينَ } [ آية : 40 ] ، يعنى من بدأ بالظلم والجراءة . ثم قال : { وَلَمَنِ ٱنتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ } ، يقول : إذا انتصر المجروح ، فاقتص من الجارح ، { فَأُوْلَـٰئِكَ مَا عَلَيْهِمْ } ، يعنى على الجارح ، { مِّن سَبِيلٍ } [ آية : 41 ] ، يعنى العدوان ، حين انتصر من الجارح . { إِنَّمَا ٱلسَّبِيلُ } ، يعنى العدوان ، { عَلَى ٱلَّذِينَ يَظْلِمُونَ ٱلنَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ } ، يقول : يعملون فيها بالمعاصى ، { أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [ آية : 42 ] ، يعنى وجيع . ثم بين أن الصبر والتجاوز أحب إلى الله وأنفع لهم من غيره ، ثم رجع إلى المجروح ، فقال : { وَلَمَن صَبَرَ } ولم يقتص ، { وَغَفَرَ } وتجاوز ، فـ { إِنَّ ذَلِكَ } الصبر والتجاوز ، { لَمِنْ عَزْمِ ٱلأُمُورِ } [ آية : 43 ] ، يقول : من حق الأمور التى أمر الله عز وجل بها .