Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 51-53)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يَٰـأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } ، نزلت فى رجلين من المسلمين ، { لاَ تَتَّخِذُواْ ٱلْيَهُودَ وَٱلنَّصَارَىٰ أَوْلِيَآءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ } ، قال لما كانت وقعة أحُد ، خاف ناس من المسلمين أن يدال الكفار عليهم ، فقال رجل منهم : أنا آتى فلاناً اليهودى فأتهود ، فإنى أخشى أن يدال الكفار علينا ، قال الآخر : أما أنا ، فإنى آتى الشام فأنتصر ، فنزلت : { يَـۤأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ ٱلْيَهُودَ وَٱلنَّصَارَىٰ أَوْلِيَآءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ } { وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مِّنكُمْ } ، يعنى من المؤمنين ، { فَإِنَّهُ مِنْهُمْ } ، يعنى يلحق بهم ويكون معهم ؛ لأن المؤمنين لا يتولون الكفار ، { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ } [ آية : 51 ] . ثم ذكر أنه إنما يتولاهم المنافقون ؛ لأنهم وافقوهم على ما يقولون ، قال سبحانه : { فَتَرَى ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ } ، وهو الشك ، فهم المنافقون ، { يُسَارِعُونَ فِيهِمْ } ، يعنى فى ولاية اليهود بالمدينة ، { يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ } ، يعنى دولة اليهود على المسلمين ، وذلك أن نفراً من المنافقين ، أربعة وثمانين رجلاً ، منهم : عبدالله بن أبى ، وأبو نافع ، وأبو لبابة ، قالوا : نتخذ عند اليهود عهداً ونواليهم فيما بيننا وبينهم ، فإنا لا ندرى ما يكون فى غد ، ونخشى ألا ينصر محمد صلى الله عليه وسلم ، فينقطع الذى بيننا وبينهم ، ولا نصيب منهم قرضاً ولا ميرة ، فأنزل الله عز وجل : { فَعَسَى ٱللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِٱلْفَتْحِ } ، يعنى بنصر محمد صلى الله عليه وسلم الذى يئسوا منه ، { أَوْ } يأتى { أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ } ، قتل قريظة ، وجلاء النضير إلى أذرعات ، فلما رأى المنافقون ما لقى أهل قريظة والنضير ، ندموا على قولهم ، قال : { فَيُصْبِحُواْ عَلَىٰ مَآ أَسَرُّواْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ } [ آية : 52 ] . فلما أخبر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم عن المنافقين ، أنزل هذه الآية : { وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بعضهم لبعض : { أَهُـۤؤُلاۤءِ ٱلَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ } ، يعنى المنافقين ، { جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ } ، إذ حلفوا بالله عز وجل ، فهو جهد اليمين ، { إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ } على دينكم ، يعنى المنافقين ، { حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ } ، يعنى بطلت أعمالهم ؛ لأنها كانت فى غير الله عز وجل ، { فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ } [ آية : 53 ] فى الدنيا .