Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 67-68)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله سبحانه : { يَـۤأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلِّغْ } ، يعنى محمداً صلى الله عليه وسلم ، { مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ } ، وذلك أن النبى صلى الله عليه وسلم دعا اليهود إلى الإسلام ، فأكثر الدعاء ، فجعلوا يستهزئون ويقولون : أتريد يا محمد أن نتخذك حناناً كما اتخذت النصارى عيسى ابن مريم حناناً ؟ فلما رأى النبى صلى الله عليه وسلم ذلك ، سكت عنهم ، فحرض الله ، يعنى فحضض الله عز وجل النبى صلى الله عليه وسلم على الدعاء إلى الله عز وجل ، وألا يمنعه ذلك تكذيبهم إياه واستهزاؤهم ، فقال : { يَـۤأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ } { وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَٱللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِ } ، يعنى من اليهود ، فلا تقتل ، { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْكَافِرِينَ } [ آية : 67 ] ، يعنى اليهود ، " فلما نزلت هذه الآية ، أمن النبى صلى الله عليه وسلم من القتل ، والخوف ، فقال : " لا أبالى من خذلنى ومن نصرنى " ، وذلك أنه كان يخشى أن تغتاله اليهود فتقتله . ثم أخبره ماذا يبلغ ، فقال تعالى : { قُلْ يَـۤأَهْلَ ٱلْكِتَابِ } ، يعنى اليهود والنصارى ، { لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ } من أمر الدين ، { حَتَّىٰ تُقِيمُواْ ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنْجِيلَ } ، يقول : حتى تتلوهما حق تلاوتهما كما أنزلهما الله عز وجل ، { وَ } تقيموا { وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِّن رَّبِّكُمْ } من أمر محمد صلى الله عليه وسلم ، ولا تحرفوه عن مواضعه ، فهذا الذى أمر الله عز وجل أن يبلغ أهل الكتاب ، { وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ مَّآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ } ، يعنى ما فى القرآن من أمر الرجم والدماء ، { طُغْيَاناً وَكُفْراً } ، يعنى وجحوداً بالقرآن ، { فَلاَ تَأْسَ عَلَى ٱلْقَوْمِ } ، يعنى فلا تحزن يا محمد صلى الله عليه وسلم على القوم { ٱلْكَافِرِينَ } [ آية : 68 ] ، يعنى أهل الكتاب إذ كذبوك بما تقول .