Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 69-74)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله سبحانه : { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } ، يعنى الذين صدقوا ، { وَٱلَّذِينَ هَادُواْ } ، يعنى اليهود ، { وَٱلصَّابِئُونَ } ، هم قوم من النصارى صبأوا إلى دين نوح وفارقوا هذه الفرق الثلاث ، وزعموا أنهم على دين نوح ، عليه السلام ، وأخطأوا ؛ لأن دين نوح ، عليه السلام ، كان على دين الإسلام ، { وَٱلنَّصَارَىٰ } ، إنما سموا نصارى ؛ لأنهم ابتدعوا هذا الدين بقرية تسمى ناصرة ، قال الله عز وجل : { مَنْ آمَنَ } من هؤلاء { بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً } ، وأدى الفرائض من قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وسلم ، فله الجنة ، ومن بقى منهم إلى أن يبعث محمد صلى الله عليه وسلم ، فلا إيمان له ، إلا أن يصدق بمحمد صلى الله عليه وسلم فمن صدق بالله عز وجل أنه واحد لا شريك له وبما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ، وبالبعث الذى فيه جزاء الأعمال ، { فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } من العذاب ، { وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } [ آية : 69 ] من الموت . قوله سبحانه : { لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } فى التوراة على أن يعملوا بما فيها ، { وَأَرْسَلْنَآ إِلَيْهِمْ رُسُلاً } ، يعنى وأرسل الله تعالى إليهم رسلاً ، { كُلَّمَا جَآءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَىٰ أَنْفُسُهُمْ } ، يعنى اليهود ، { فَرِيقاً كَذَّبُواْ } ، يعنى اليهود ، فريقاً كذبوا عيسى صلى الله عليه وسلم ومحمداً صلى الله عليه وسلم ، { وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ } [ آية : 70 ] ، يعنى اليهود ، كذبوا بطائفة من الرسل ، وقتلوا طائفة من الرسل ، يعنى زكريا ، ويحيى فى بنى إسرائيل . قوله عز وجل : { وَحَسِبُوۤاْ أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ } ، يعنى اليهود ، حسبوا ألا يكون شرك ولا يبتلوا ولا يعاقبوا بتكذيبهم الرسل وبقتلهم الأنبياء ، أن لا يبتلوا بالبلاء والشدة من قحط المطر ، { فَعَمُواْ } عن الحق ، فلم يبصره ، { وَصَمُّواْ } عن الحق ، فلم يسمعوه ، { ثُمَّ تَابَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ } ، يقول : تجاوز عنهم ، فرفع عنهم البلاء ، فلم يتوبوا بعد رفع البلاء ، { ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ وَٱللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ } [ آية : 71 ] من قتلهم الأنبياء وتكذيبهم الرسل . قوله عز وجل : { لَقَدْ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ مَرْيَمَ } ، نزلت فى نصارى نجران الماريعقوبينن ، منهم السيد والعاقب وغيرهما ، قالوا : إن الله هو المسيح ابن مريم ، { وَقَالَ ٱلْمَسِيحُ يَابَنِيۤ إِسْرَائِيلَ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ } ، يعنى وحدوا الله ربى وربكم ، { إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ } ، فيقول : إن الله هو المسيح ابن مريم ، فيموت ، على الشرك ، { فَقَدْ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيهِ ٱلْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ ٱلنَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ } ، يعنى وما للمشركين { مِنْ أَنصَارٍ } [ آية : 72 ] ، يعنى من مانع يمنعهم من النار . { لَّقَدْ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ } ، يعنى المكانيين ، قالوا : الله والمسيح ومريم ، يقول الله عز وجل تكذيباً لقولهم : { وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلاَّ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ } من الشرك { لَيَمَسَّنَّ } ، يعنى ليصيبن { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [ آية : 73 ] ، يعنى وجيع ، والقتل بالسيف ، والجزية على من بقى منهم عقوبة . ثم قال سبحانه يعيبهم : { أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَىٰ ٱللَّهِ } ، يعنى أفلا يتوبون إلى الله ، { وَيَسْتَغْفِرُونَهُ } من الشرك ، فإن فعلوا غفر لهم ، { وَٱللَّهُ غَفُورٌ } لذنوبهم { رَّحِيمٌ } [ آية : 74 ] بهم .