Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 100-105)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَجَعَلُواْ } يعني وصفوا { للَّهِ } الذي خلقهم فى التقديم { شُرَكَآءَ ٱلْجِنَّ } من الملائكة ، وذلك أن جهينة ، وبنى سلمة ، وخزاعة وغيرهم ، قالوا : إن حياً من الملائكة يقال لهم : الجن بنات الرحمن ، فقال الله : { وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُواْ لَهُ } ، يعني وتخرصوا ، يعني يخلقوا لله { بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ } يعلمونه أن له بنين وبنات ، وذلك أن اليهود ، قالوا : عزير ابن الله ، وقالت النصارى : المسيح ابن الله ، وقالت العرب : الملائكة بنات الله ، يقول الله : { سُبْحَانَهُ } نزه نفسه عما قالوا من البهتان ، ثم عظم نفسه ، فقال : { وَتَعَالَىٰ } ، يعني وارتفع { عَمَّا يَصِفُونَ } [ آية : 100 ] ، يعني يقولون من الكذب . فعظم نفسه وأخبر عن قدرته ، فقال : { بَدِيعُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } ، لم يكونا فابتدع خلقهما ، ثم قال : { أَنَّىٰ } ، يعني من أين { يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَّهُ صَاحِبَةٌ } ، يعني زوجة ، { وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ } ، يعني من الملائكة ، وعزير ، وعيسى ، وغيرهم فهم خلقه وعباده وفى ملكه ، ثم قال : { وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [ آية : 101 ] . ثم دل على نفسه بصنعه ليوحدوه ، فقال : { ذٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمْ } الذي ابتدع خلقهما وخلق كل شيء ولم يكن له صاحبة ولا ولد ، ثم وحد نفسه إذ لم يوحده كفار مكة ، فقال : { لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَٱعْبُدُوهُ } ، يعني فوحدوه ، { وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ } [ آية : 102 ] ، وهو رب كل شىء ذكر من بنين وبنات وغيرهم . ثم عظم نفسه ، فقال : { لاَّ تُدْرِكُهُ ٱلأَبْصَارُ } ، يقول : لا يراه الخلق فى الدنيا ، { وَهُوَ يُدْرِكُ ٱلأَبْصَارَ } ، وهو يرى الخلق فى الدنيا ، { وَهُوَ ٱللَّطِيفُ } لطف علمه وقدرته حين يراهم فى السموات والأرض ، { ٱلْخَبِيرُ } [ آية : 103 ] بمكانهم . { قَدْ جَآءَكُمْ } يا أهل مكة ، { بَصَآئِرُ } ، يعني بيان { مِن رَّبِّكُمْ } ، يعني القرآن ، نظيرها فى الأعراف ، { فَمَنْ أَبْصَرَ } إيماناً بالقرآن ، { فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ } عن إيمان بالقرآن ، { فَعَلَيْهَا } ، يعني فعلى نفسه ، { وَمَآ أَنَاْ عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ } [ آية : 104 ] ، يعني برقيب ، يعني محمد صلى الله عليه وسلم . { وَكَذٰلِكَ } ، يعني وهكذا { نُصَرِّفُ ٱلآيَاتِ } فى أمور شتى ، يعني ما ذكر ، { وَلِيَقُولُواْ دَرَسْتَ } ، يعني قابلت ودرست ، يعني تعلمت من غيرك يا محمد ، فأنزل الله : { وَكَذٰلِكَ نُصَرِّفُ ٱلآيَاتِ } ؛ لئلا يقولوا : درست وقرأت من غيرك ، { وَلِنُبَيِّنَهُ } ، يعني القرآن ، { لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } [ آية : 105 ] .