Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 95-99)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّ ٱللَّهَ فَالِقُ ٱلْحَبِّ } ، يعني خالق الحب ، يعني البر ، والشعير ، والذرة ، والحبوب كلها ، ثم قال : { وَٱلنَّوَىٰ } ، يعني كل ثمرة لها نوى : الخوخ ، والنبق ، والمشمش ، والعنب ، والإجاص ، وكل ما كان من الثمار له نوى ، ثم قال : { يُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ } ، يقول : أخرج الناس والدواب من النطف وهي ميتة ، ويخرج الطير كلها من البيضة وهي ميتة ، ثم قال : { وَمُخْرِجُ ٱلْمَيِّتِ مِنَ ٱلْحَيِّ } ، يعني النطف والبيض من الحي ، يعني الحيوانات كلها ، { ذٰلِكُمُ ٱللَّهُ } الذى ذكر في هذه الآية من صنعه وحده يدل على توحيده بصنعه ، ثم قال : { فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ } [ آية : 95 ] ، يقول : أنى يكذبون بأن الله وحده لا شريك له . ثم ذكر أيضاً في هذه من صنعه ليدل على توحيده بصنعه ، فقال : { فَالِقُ ٱلإِصْبَاحِ } ، يعني خالق النهار من حين يبدوا أوله ، { وَجَعَلَ ٱلْلَّيْلَ سَكَناً } لخلقه يسكنون فيه لراحة أجسادهم ، { وَ } جعل { وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ حُسْبَاناً } ، يقول : جعلهما في مسيرهما كالحسبان في الفلك ، يقول : لتعلموا عدد السنين والحساب ، وذلك أن الله قدر لهما منازلهما في السماء الدنيا ، فذلك قوله : { ذٰلِكَ تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ } في ملكه يصنع ما أراد ، { ٱلْعَلِيمِ } [ آية : 96 ] بما قدر من خلقه ، نظيرها في يونس . ثم قال : { وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلنُّجُومَ } نوراً ، { لِتَهْتَدُواْ بِهَا } بالكواكب ليلاً ، يقول : لتعرفوا الطريق إذا سرتم ، { فِي ظُلُمَاتِ ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا ٱلآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } [ آية : 97 ] بأن الله واحد لا شريك له ، ثم أخبر عن صنعه ، فقال : { وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ } ، يعني خلقكم من نفس واحدة ، يعني آدم وحده ، { فَمُسْتَقَرٌّ } في أرحام النساء ، { وَمُسْتَوْدَعٌ } في أصلاب الرجال مما لم يخلقه وهو خالقه ، { قَدْ فَصَّلْنَا ٱلآيَاتِ } ، يعني قد بينا الآيات ، { لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ } [ آية : 98 ] عن الله عز وجل . ثم أخبر عن صنعه ليعرف توحيده ، فقال : { وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً } ، يعني المطر ، { فَأَخْرَجْنَا بِهِ } ، يعني بالمطر ، { نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ } ، يعني الثمار والحبوب وألوان النبات ، { فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً } ، يعني أول النبات ، { نُّخْرِجُ مِنْهُ } ، يعني من الماء ، { حَبّاً مُّتَرَاكِباً } ، يعني السنبل قد ركب بعضه بعضاً ، { وَ } أخرجنا بالماء { وَمِنَ ٱلنَّخْلِ مِن طَلْعِهَا } ، يعني من ثمرها ، { قِنْوَانٌ } ، يعني قصار النخل ، { دَانِيَةٌ } ، يعني ملتصقة بالأرض تجنى باليد ، { وَ } أخرجنا بالماء { وَجَنَّاتٍ } ، يعني البساتين ، ثم نعت البساتين ، فقال : { مِّنْ } نخيل و { أَعْنَابٍ وَٱلزَّيْتُونَ وَٱلرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً } ، ورقها في المنظر يشبه ورق الزيتون وورق الرمان ، ثم قال : { وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ } في اللون مختلف في الطعم ، { ٱنْظُرُوۤاْ إِلِىٰ ثَمَرِهِ إِذَآ أَثْمَرَ } حين يبدو غضاً أوله صيصاً ، { وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذٰلِكُمْ } ، يعني إن في هذا الذى ذكر من صنعه وعجائبه لعبرة ، { لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } [ آية : 99 ] ، يعني يصدقون بالتوحيد .