Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 13-18)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم عظم نفسه لكى يوحد ، فقال : { وَلَهُ مَا سَكَنَ } ، يعنى ما استقر ، { فِي ٱلْلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ } من الدواب والطير فى البر والبحر ، فمنها ما يستقر بالنهار وينتشر ليلاً ، ومنها ما يستقر بالليل وينتشر نهاراً ، ثم قال : { وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ } لما سألوا من العذاب ، { ٱلْعَلِيمُ } [ آية : 13 ] به . { قُلْ أَغَيْرَ ٱللَّهِ } ، وذلك أن كفار قريش قالوا : يا محمد ، ما يحملك على ما أتيتنا به ، ألا تنظر إلى ملة أبيك عبدالله وملة جدك عبد المطلب وإلى سادات قومك يعبدون اللات والعزى ومناة ، فتأخذ به ، وتدع ما أنت عليه ، وما يحملك على ذلك إلا الحاجة ، فنحن نجمع لك من أموالنا ، وأمره بترك عبادة الله ، فأنزل الله : { قُلْ أَغَيْرَ ٱللَّهِ } { أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } ، فعظم نفسه ليعرف توحيده بصنعه ، { وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ } ، وهو يرزق ولا يرزق ، لقولهم : نجمع لك من أموالنا ما يغنيك ، { قُلْ } لهم إِنِّيۤ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ ، يعنى أول من أخلص من أهل مكة بالتوحيد ، ثم أوحى إلى النبى صلى الله عليه وسلم ، فقال : { وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُشْرِكَينَ } [ آية : 14 ] ، لقولهم للنبى ، عليه السلام : ارجع إلى ملة آبائك . { قُلْ } لهم يا محمد ، { إِنِّيۤ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي } ، إن رجعت إلى ملة آبائى ، { عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } [ آية : 15 ] ، يعنى بالعظيم الشديد يوم القيامة ، وقد نسخت : { إِنَّا فَتَحْنَا } [ الفتح : 1 ] ، { إِنِّيۤ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } ، يعنى الشديد يوم القيامة . { مَّن يُصْرَفْ } الله { عَنْهُ } العذاب { يَوْمَئِذٍ } يوم القيامة ، { فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ } الصرف ، يعنى صرف العذاب ، { ٱلْفَوْزُ ٱلْمُبِينُ } [ آية : 16 ] ، يعنى النجاة العظيمة المبينة . ثم خوف النبى صلى الله عليه وسلم ليتمسك بدين الله تعالى ، فقال : { وَإِن يَمْسَسْكَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ } ، يعنى يصبك الله بضر ، يعنى بلاء وشدة ، { فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ } ، يقول : لا يقدر أحد من الآلهة ولا غيرهم كشف الضر إلا الله ، { وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ } ، يعنى يصبك بفضل وعافية ، { فَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ } [ آية : 17 ] من ضر وخير . وأنزل الله فى قولهم : { قُلْ } يا محمد { إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } ، يعنى يعبدون من دون الله من الآلهة ، { قُلْ لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَآءَكُمْ } فى ترك دين الله ، { قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً } ، إن اتبعت دينكم ، { وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُهْتَدِينَ } ، يعنى من المرشدين ، و { قُلْ } لهم { إِنِّي عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي } ، يعنى على بيان من ربى ، وأنزل الله فى ذلك : { قُلْ أَغَيْرَ ٱللَّهِ أَبْغِي رَبّاً … } إلى آخر السورة ، { وَهُوَ ٱلْقَاهِرُ } لخلقه ، { فَوْقَ عِبَادِهِ } ، قد علاهم وقهرهم ، { وَهُوَ ٱلْحَكِيمُ } فى أمره { ٱلْخَبِيرُ } [ آية : 18 ] بخلقه .