Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 19-21)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً } ، وذلك أن كفار قريش قالوا للنبى صلى الله عليه وسلم : أما وجد الله رسولاً غيرك ما نرى أحداً يصدقك بما تقول ، وقد سألنا عنك أهل الكتاب ، فزعموا أنه ليس لك عندهم ذكر ، فمن يشهد لك أن الله هو الذى أرسلك ؟ فقال الله للنبى صلى الله عليه وسلم : { قُل } لهم { أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً } ، قالوا : الله أكبر شهادة من غيره ، فقال الله : { قُلِ } لهم يا محمد { ٱللَّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ } بأنى رسول ، { وَ } أنه { وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنُ } من عند الله ، { لأُنذِرَكُمْ بِهِ } ، يعنى لكى أنذركم بالقرآن يا أهل مكة ، { وَمَن بَلَغَ } القرآن من الجن والإنس ، فهو نذير لهم ، يعنى القرآن إلى يوم القيامة ، ثم قال : { أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ ٱللَّهِ آلِهَةً أُخْرَىٰ } ؟ قالوا : نعم نشهد ، قال الله للنبى صلى الله عليه وسلم : { قُلْ } لهم { لاَّ أَشْهَدُ } بما شهدتم ، ولكن أشهد ، { قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ } ، قل لهم : { وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ } [ آية : 19 ] به غيره . وأنزل فى قولهم : لقد سألنا عنك أهل الكتاب ، فزعموا أنه ليس لك عندهم ذكر ، فقال : { ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ } ، أى صفة محمد صلى الله عليه وسلم فى كتبهم { كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَآءَهُمُ } . حدثنا عبيد الله ، قال : حدثنى أبى ، قال : حدثنا الهذيل ، عن مقاتل ، قال : إن عبد الله بن سلام ، قال : لأنا أعرف بمحمد ، عليه السلام ، منى بابنى ؛ لأنى لا أعلم ما أحدثت فيه أمه ، ثم نعتهم ، فقال : { ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ } ، يعنى غبنوا أنفسهم ، { فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } [ آية : 20 ] ، يعنى لا يصدقون بمحمد صلى الله عليه وسلم ، بأنه رسول الله ، وأنزل الله فى قولهم أيضاً : { وَٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ } يعنى القرآن ، { مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِٱلْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ } [ الأنعام : 114 ] ، يعنى من الشاكين بأن القرآن جاء من الله ، نظيرها فى يونس : { وَمَنْ أَظْلَمُ } ، يقول : فلا أحد أظلم ، { مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً } بأن معه شريكاً لقولهم : إن مع الله آلهة أخرى ، ثم قال : { أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ } ، يعنى بالقرآن أنه ليس من الله ، { إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلظَّالِمُونَ } [ آية : 21 ] ، يعنى المشركين فى الآخرة يعيبهم ، نظيرها فى يونس .