Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 19-19)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَآءَكُمُ ٱلْفَتْحُ } ، وذلك أن عاتكة بنت عبد المطلب رأت في المنام ، كأن فارساً دخل المسجد الحرام ، فنادى : يا آل فهر من قريش ، انفروا فى ليلة أو ليلتين ، ثم صعد فوق الكعبة ، فنادى مثلها ، ثم صعد أبا قبيس ، فنادى مثلها ، ثم نقض صخرة من الجبل فرفعها المنادى ، فضرب بها الجبل فانفلقت ، فلم يبق بيت بمكة إلا دخلت قطعة منه فيه ، فلما أصبحت أخبرت أخاها العباس وجلاً ، وعنده أبو جهل ابن هشام ، فقال أبو جهل : يا آل قريش ، ألا تعذرونا من بنى عبد المطلب ، إنهم لا يرضون أن تنبأ رجالهم حتى تنبأت نساؤهم ، ثم قال أبو جهل للعباس : تنبأت رجالكم وتنبأت نساؤكم ، والله لتنتهن ، وأوعدهم ، فقال العباس : إن شئتم ناجزناكم الساعة . فلما قدم ضمضم بن عمرو الغفارى ، قال : أدركوا العير أو لا تدركوا ، فعمد أبو جهل وأصحابه ، فأخذوا بأستار الكعبة ، ثم قال أبو جهل : اللهم انصر أعلى الجندين وأكرم القبيلتين ، ثم خرجوا على كل صعب وذلول ليعينوا أبا سفيان ، فترك أبو سفيان الطريق وأغز على ساحل البحر ، فقدم مكة وسبق أبو جهل النبى صلى الله عليه وسلم ومن معه من المشركين إلى ماء بدر ، فلما التقوا ، قال أبو جهل : اللهم اقض بيننا وبين محمد ، اللهم أينا كان أحب إليك وأرضى عندك فانصره ، ففعل الله عز وجل ذلك ، وهزم المشركين وقتلهم ، ونصر المؤمنين . فأنزل الله فى قول أبى جهل : { إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَآءَكُمُ ٱلْفَتْحُ } ، يقول : إن تستنصروا فقد جاءكم النصر ، فقد نصرت من قلتم ، { وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } من القتال ، { وَإِن تَعُودُواْ } لقتالهم ، { نَعُدْ } عليكم بالقتل والهزيمة بما فعلنا ببدر ، { وَلَن تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً } ، يعنى جماعتكم شيئاً ، { وَلَوْ كَثُرَتْ } فئتكم ، { وَأَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } [ آية : 19 ] فى النصر لهم .