Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 20-26)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ } ، يعنى صدقوا بتوحيد الله عز وجل : { أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } فى أمر الغنيمة ، { وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ } ، يعنى ولا تعرضوا عنه ، يعنى أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ، { وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ } [ آية : 20 ] المواعظ . ثم وعظ المؤمنين ، فقال : { وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا } الإيمان { وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ } [ آية : 21 ] ، يعنى المنافقين . ثم قال : { إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَابِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلصُّمُّ } عن الإيمان ، { البُكُمُ } ، يعنى الخرس لا يتكلمون بالإيمان ولا يعقلون ، { ٱلَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ } [ آية : 22 ] ، يعنى ابن عبد الدار بن قصى ، وأبو الحارث بن علقمة ، وطلحة بن عثمان ، وعثمان ، وشافع ، أبو الجلاس ، وأبو سعد ، والحارث ، والقاسط بن شريح ، وأرطاة بن شرحبيل . ثم أخبر عنهم ، فقال : { وَلَوْ عَلِمَ ٱللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لأَسْمَعَهُمْ } ، يعنى لأعطاهم الإيمان : { وَلَوْ أَسْمَعَهُم } ، يقول : ولو أعطاهم الإيمان ، { لَتَوَلَّوا } ، يقول : لأعرضوا عنه : { وَّهُم مُّعْرِضُونَ } [ آية : 23 ] ، لما سبق لهم فى علم الله من الشقاء ، وفيهم نزلت : { وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ ٱلْبَيْتِ إِلاَّ مُكَآءً وَتَصْدِيَةً … } إلى آخر الآية [ الأنفال : 35 ] . { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱسْتَجِيبُواْ للَّهِ وَلِلرَّسُولِ } في الطاعة فى أمر القتال ، { إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ } ، يعنى الحرب التى وعدكم الله ، يقول : أحياكم بعد الذل ، وقواكم بعد الضعف ، فكان ذلك لكم حياء ، { وَاعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ ٱلْمَرْءِ وَقَلْبِهِ } ، يقول : يحول بين قلب المؤمن وبين الكفر ، وبين قلب الكافر وبين الإيمان ، { وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } [ آية : 24 ] في الآخرة ، فيجزيكم بأعمالكم . { وَٱتَّقُواْ فِتْنَةً } تكون من بعدكم ، يحذركم الله ، تكون مع على بن أبى طالب ، { لاَّ تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً } ، فقد أصابتهم يوم الجمل ، منهم : طلحة ، والزبير ، ثم حذرهم فقال : { وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَاب } [ آية : 25 ] إذا عاقب . ثم ذكرهم النعم ، فقال : { وَٱذْكُرُوۤاْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ } ، يعنى المهاجرين خاصة ، { مُّسْتَضْعَفُونَ فِي ٱلأَرْضِ } ، يعنى أهل مكة ، { تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ ٱلنَّاسُ } ، يعنى كفار مكة ، نزلت هذه الآية بعد قتال بدر ، يقول : { فَآوَاكُمْ } إلى المدينة والأنصار ، { وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ } ، يعنى وقواكم بنصره يوم بدر ، { وَرَزَقَكُمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ } ، يعنى الحلال من الرزق وغنيمة بدر ، { لَعَلَّكُمْ } ، يعنى لكى ، { تَشْكُرُونَ } [ آية : 26 ] تشكرون ربكم فى هذه النعم التى ذكرها فى هذه الآية .