Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 93-96)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وذلك أنهم أتوا النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : احملنا ، فإنا لا نجد ما نخرج عليه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : { لاَ أَجِدُ مَآ أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا } ، انصرفوا من عنده وأعينهم تفيض من الدمع حزناً ألا يجدوا ما ينفقون ، ثم عاب أهل السعة ، فقال : { إِنَّمَا ٱلسَّبِيلُ عَلَى ٱلَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَآءُ رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ ٱلْخَوَالِفِ } ، يعني مع النساء بالمدينة ، وهم المنافقون ، { وَطَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ } ، يعني وختم على قلوبهم بالكفر ، يعني المنافقين ، { فَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } [ آية : 93 ] . ثم أخبر عنهم ، فقال : { يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ } من غزاتكم ، يعني عبد الله بن أبى ، { قُل لاَّ تَعْتَذِرُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ } ، يعني لن نصدقكم بما تعتذرون ، { قَدْ نَبَّأَنَا ٱللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ } ، يقول : قد أخبرنا الله عنكم وعن ما قلتم حين قال لنا : { لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً } ، يعني إلا عياً ، { ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ ٱلْفِتْنَةَ } [ التوبة : 47 ] ، فهذا الذي نبأنا الله من أخباركم ، ثم قال : { وَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ } فيما تستأذنون ، { ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ } ، يعني شهادة كل نجوى ، { فَيُنَبِّئُكُم } في الآخرة ، { بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } [ آية : 94 ] في الدنيا . { سَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ لَكُمْ إِذَا ٱنْقَلَبْتُمْ } ، يعني إذا رجعتم { إِلَيْهِمْ } إلى المدينة ، { لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ } في التخلف ، { فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } [ آية : 95 ] ، فحلف منهم بضع وثمانون رجلاً ، منهم : جد بن قيس ، ومعتب بن قشير ، وأبو لبابة ، وأصحابه . { يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْاْ عَنْهُمْ } ، وذلك أن عبد الله بن أبي حلف للنبي صلى الله عليه وسلم بالله الذي لا إله إلا هو ، لا نتخلف عنك ، ولنكونن معك على عدوك ، وطلب إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأن يرضى عنه وأصحابه ، يقول الله : { فَإِن تَرْضَوْاْ عَنْهُمْ } ، يعني عن المنافقين المتخلفين ، { فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَرْضَىٰ عَنِ ٱلْقَوْمِ ٱلْفَاسِقِينَ } [ آية : 96 ] ، يعني العاصين .