Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 31-34)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
فأنى تصرفون : كيف تعدلون عن عبادة الله . انى تؤفكون : كيف تُصرفون وتعدِلون عن عبادة الله . بعد عرضِ يوم الحشر وما فيه ، وكيف تُكشَف الأعمال وتَسقُط الدعاوي والأباطيل ، يؤكد الله هنا قدرته ، وأنه مالكُ كلّ شيءٍ ، يدبر الأمر في هذا الكون ، ويسأل : كيف بعد هذا كله يعدِلون عن عبادته ! ! . { قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ ٱلسَّمْعَ وٱلأَبْصَارَ } . قل لهم أيها الرسول : من الذي يأتيكم بالرِزقِ من السماء بإنزال المطر ، ومن الأرضِ بما تُنبته من شتّى أنواع النبات والثمر ؟ من الذي يمنحُكم السمعَ والبصرَ ، وانتم بدونها لا تدرون شيئا ! ! وقد خصّ هاتين الحاسّتين ، لأنهما أهم الحواس . { وَمَن يُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ ٱلْمَيِّتَ مِنَ ٱلْحَيِّ } . من ذا الذي بيده أمرُ الموت والحياة ، فيخرج النباتَ الحيَّ من الأرض الميتة ، ويُخرِج الميِّتَ من الحيّ فيما تعرِفون من المخلوقات وما لا تعرفون ! ؟ . { وَمَن يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ ٱللَّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ } . من الذي يصرّف جميع أمور هذا الكون بقدرته وحكمته ؟ . وهم يجيبون عن هذه الأسئلة الخمسة بأن فاعلَ هذا كلّهِ هو الله وحدَه ، فقل لهم ايها الرسول : إذنْ ، أفلا تخافونه وتتقون سخطه وعذابه ، وتتركون عبادة غيره وترجعون اليه ! ! { فَذَلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمُ ٱلْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ ٱلْحَقِّ إِلاَّ ٱلضَّلاَلُ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ } . ان المتّصف بكل تلك الصفاتِ السالفة هو الله المربّي لكم بِنِعمه والمدبّر لأموركم ، وهو الحقُ الثابت بذاتِه ، والذي تجب عبادتُه دون سواه . ليس بعد الحق من توحيد الله وعبادته الا الضلال ، وهو الشِرك بالله وعبادة غيره ، فكيف تتحوّلون عن الحقّ الى الباطل ! ؟ { كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى ٱلَّذِينَ فَسَقُوۤاْ أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } . كما تحقّقت ألوهيةُ الله ووجبتْ عبادتُه ، حقَّ قضاؤه على الذين خرجوا وتمردوا على أمرِه ، بأنهم لا يؤمنون … لأن الله تعالى لا يهدي إلى الحقّ إلاّ من سلَكَ طريقه المستقيم . قراءات : قرأ نافع وابن عامر : " حقت كلماتُ ربك " بالجمع ، والباقون : " كلمة " كما هو في المصحف . ثم أقام الله الحجَّةَ على حقيقة التوحيد وبطلانِ الشرك بما هو من خصائصه تعالى من بدء الخلق واعادته فقال سبحانه : { قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ مَّن يَبْدَأُ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ ٱللَّهُ يَبْدَأُ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ } . قل لهم أيها الرسول : هل مِن معبوداتِكم مَن يستطيعُ أن ينشئ الخلقَ ثم يعيدُه بعد فنائه ؟ سيعجِزون عن الجواب ، فقل لهم : اللهُ وحدّه يفعل ذلك ، فكيف تنصرفون عن الحق الواضح والايمان بالله ! !