Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 15, Ayat: 26-31)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

من صلصال : من طين يابس غير مطبوخ . من حمأ : طين اسود . مسنون : يمكن تصويره على هيئة الانسان ، وله معنى آخر وهو المتغير . الجان : الجن وهم نوع من الخلق لا نراهم . نار السموم : النار الشديدة الحرارة . سويته : اتممت خلقه . نفخت فيه من روحي : جعلت فيه الحياة . بعد جولة طويلة في بيان تنزيل الذِكر ، وتنزيلِ الملائكة ، ورجْمِ الشياطين ، وتنزيلِ الماء من السماء ؛ ثم ذِكر ما في هذا الكون من مشاهدَ وعجائب كالسماء والكواكب والبروج والشهُب والأرض والجبال والنبات والرياح ؛ وبعد ضربِ الأمثلة على المكابرة من الكفّار المعاندين - بعد هذا كِلّه يأتي الحديثُ عن قصة البشرية وخلْقِ الإنسان والجانّ بطبيعتين مختلفتين ، وقصة الهدى والضلال . وقد عُرضت هذه القصةُ في سورة البقرة ، وفي سورة الأعراف ، وفي كل مرة لها عَرْضٌ مخلتف وجوٌّ خاص ، يلائم السياقَ ويتمشى مع الغرض المطلوب . وهنا يركز سبحانه على سِرّ التكوين في آدم ، وسرّ الهدى والضلال وعوامِلهما الأصيلة في كيان الانسان : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ } . نحن في خلْقِنا للعالمين في هذه الأرض خلقنا طبيعتين : خلَقْنا الانسان من طينٍ يابس يصلصل ويصوِّت عند نقرِه . { وَٱلْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ ٱلسَّمُومِ } أما عالمُ الجن فقد خلقناه من قبلِ آدم من نار السَّموم الشديدةِ الحرارة . { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلآئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ } . أذكر ايها النبي إذ قال ربُّك للملائكة إني سأخلقُ بشَراً من طينِ هذه الارض . { فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ } . فإذا اكملتُ خلْقه ، وشرَّفتُه على سائر المخلوقات ونفختُ فيه من روحي ، ( وبهذه النفخة العلوية فرَّقتُ بينه وبينّ سائر الأحياء ، ومنحتُه خصائصهَ الإنسانية ، حيث تصِلُه بالملأ الاعلى ، وتجعلُه أهلاً للاتصال بالله ) فاسجُدوا له سجودَ تحيةٍ واكرام ، لا سجودَ عبادةٍ … فإن العبادةَ لله وحده . { فَسَجَدَ ٱلْمَلاۤئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَىٰ أَن يَكُونَ مَعَ ٱلسَّاجِدِينَ } . فسدوا جميعاً خاضعين لامرِ الله ، الا إبليس رفض اني يسجُد واستكبر أن يكونَ مع الملائكة الآخرين .