Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 101-105)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
واذا بدلنا آية مكان آية : غيرنا ونسخنا مكانها آية . روح القدس : جبريل . يلحدون اليه : يميلون اليه . الأعجمي : من كان غير عربي . { وَإِذَا بَدَّلْنَآ آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوۤاْ إِنَّمَآ أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } . واذا نسخنا حكم آية فأبدلنا مكانه حكم آية اخرى ( والله اعلم بالذي هو أصلح لخلقه فيما يبدل ، وهذا دليل على مرونة الشرع الاسلامي ، فقد تستدعي الحكمة والمصلحة ان يشرع الله حكما لعباده لامد معين ، فيفعل ، حتى اذا انتهى الامد واقتضت المصلحة التغيير شرع غيره مكانه ) قال المشركون انما انت متقوِّل على الله تأمر بشيء ثم تنهى عنه ، وان اكثرهم جاهلون لا يعلمون الحقائق . ثم بين الله لهؤلاء المعترضين على حكمة النسخ ، الزاعمين ان ذلك لم يكن من عند الله وان رسول الله قد افتراه فقال : { قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ ٱلْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِٱلْحَقِّ لِيُثَبِّتَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ } وهذا رد واضح من الله تعالى بانه هو الذي انزل هذا القرآن من عنده تثبيتا للمؤمنين وليكون هاديا للناس الى الصواب ومبشرا بالنعيم المقيم للمسلمين . { وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ ٱلَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ } . وإنا لنلعم ان هؤلاء المشركين يقولون افتراء ، ان رجلا من البشر يعلم محمدا هذا الذي يتلوه عليكم . وهذا الذي يزعمون هو عبد رومي كان يقرأ التوراة بلغة اعجمية . فلسان الذي يقولون عنه أعجمي لا يفصح ، والقرآن لسان عربي مبين واضح ، تحداكم به اكثر من مرة ، ولم تستطيعوا ان تأتوا بآية من مثله . قراءات : قرأ حمزة والكسائي : " يلحدون " بفتح الياء والحاء . والباقون " يحلدون " بضم الياء وكسر الحاء ، وهما لغتان : لحد ، وألحد . ثم توعدهم الله على ما قالوا بالعقاب في الدنيا والآخرة فقال : { إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ لاَ يَهْدِيهِمُ ٱللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } . ان الذين اصروا على كفرهم ولم يؤمنوا بأن هذه الآيات من عند الله لا يهديهم الله ، وفي الآخرة لهم عذاب اليم ، ولا يفترى الكذب على الله الا الذين كفروا وجحدوا الوهيته واولئك وحدهم هم الكاذبون .