Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 20-23)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أيان يبعثون : متى يبعثون . لا جرم : لا بد . ولا محالة وتأتي بمعنى القسم : حقا . { وَٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ } . إن هذه الأوثانَ التي تبعدونها من دونِ الله لا تخلق شيئاً بل هي مخلوقة ، فيكف يكونُ إلهاً ما يكون مصنوعاً بالأيدي ! ! وهم { أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَآءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ } . إنها جماداتٌ ميتة لا حِسَّ لها ولا حركة ، ولا تسمع ولا تُبصر ولا تعقل ، وما تدري هذه الأصنامُ متى تكون القيامة والبعث للناس ، فلا يَليقُ بكم أيّها العقلاء بعدَ هذا أن تظنوا أنها تنفعكم فتُشرِكوها مع الله في العبادة . ولما أبطل اللهُ عبادة الاصنام وبيّن فساد مذهب المشركين - بيَّن أنه الإله الواحد الخالقُ المدبِّر . { إِلٰهُكُمْ إِلٰهٌ وَاحِدٌ فَٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ } . ان الإله الذي تجبُ عبادته هو الله الواحدُ الخالق لا شريك له ، أما الذين لا يؤمنون بالعبثِ والحساب فإنّ قلوبَهم مغلَقَةٌ منكِرة لوحدانيته ، وهم مستكبِرون لا يريدون التسليمَ بالبراهين الواضحة ، ولا يؤمنون بالرسول الكريم . وبعد ان ذكر الأسبابَ التي لأجلِها أصرَّ الكفار على الشِرك وانكارِ التوحيد - ذَكَرَ هنا وعيدهم على أعمالهم فقال : { لاَ جَرَمَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ } . حقاً إن الله يعمل ما يسر هؤلاء المشركون ويعمل ما يعلنون من كفرهم وافترائهم عليه . { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُسْتَكْبِرِينَ } عن سماع الحق والخضوع له . وفي الحديث الصحيح : " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقالُ ذرةٍ من كِبْر " وفي حديث صحيح آخر " ان المتكبرين امثال الذر يم القيامة ، تطؤهم القيامة ، تطؤهم الناس باقدامهم لتكبّرهم " .