Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 75-77)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أبكم : اخرس . كَلٌّ : عاجز ، كأنه حمل ثقيل على غيره فهو لا يستطيع ان يعمل شيئا . الساعة : القيامة . بعد ان بين الله دلائل التوحيد البيانَ الشافي ، وبيّن بعض نِعمه على عباده ، ضرب هنا مثَلين يؤكد بهما إبطالَ عبادة الأصنام والشرك . المثل الاول : عبد مملوك لا يقدِر على شيء ورجل حر كريم غنيٌّ كثير الإنفاق سِراً وجهرا ، { هَلْ يَسْتَوُونَ } هل يجوز ان يكونا سواءً في الكفاية والمقدرة ! ! وعلى هذا فكيف يجوز ان يُسوَّى بين الله القادر الرازق ، وبين الأصنام التي لا تملك شيئاً ولا تقدر على النفع والضرر ! ! { ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } إن الثناء كلَّه والحمد لله ، وان أكثر هؤلاء لا يعلمون فيضيفون نعمه الى غيره ، ويعبدون من دونه . والتعبير بقوله : " هل يستوون " بالجمع ، ولم يقل : هل يستويان ، لانه اراد النوع يعني هل يستوي العبيد والاحرار ؟ والمثل الثاني : مثل رجلَين احدُهما أبكم عاجزٌ لا يقدِر على عمل شيء ، واينما توجَّه لا يأتي بخير ، والثاني فصيحٌ قوي السمع ، يأمر بالحق والعدل ، وهو مستقيم مؤمن مخلص ، هل يستويان ؟ ولذلك لا يجوز مساواة الجماد برب العباد . { وَلِلَّهِ غَيْبُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَمَآ أَمْرُ ٱلسَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ ٱلْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } . ولله عِلم ما غاب عن أبصاركم في هذا الكون ، وما أمرُ مجيء يوم القيامة وبعث الناس عند الله الا كردّ الطرف ، بل أسرعُ من ذلك ، ان الله قادر على كل شيء ، ولا أحدَ يملك معه شيئا .