Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 22-25)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
مخذولا : غير منصور . خذله : تخلى عنه . قضى : امر وأوجب . اف : كلمة معناها التضجر . لا تنهرهما : لا تزجرهما بغلظة . خفض الجناح : التواضع والتذلل . للأوابين : للتوابين الراجعين الى الله . { لاَّ تَجْعَل مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَّخْذُولاً } . لا تُشرك بالله احداً ، فتبقى ملوماً لا ناصر لك ، ويكون الخذلان مكتوبا عليك . { وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِٱلْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً } . وقد امر الله تعالى بعبادته باخلاص واكد ان لا نعبد غيره ، ثم بعد ذلك امرنا بالبر والطاعة بالوالدين ، لانهما عماد الاسرة ، وفضلهما على الانسان لا يحد ، وان اكبر نعمة تصل الى الانسان هي نعمة الخالق ، ثم نعمة الوالدين . { إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ ٱلْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً وَٱخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً } . واذا كبرا في السن او كان احدهما عندك في مرحلة الشيخوخة وحال الضعف في آخر العمر ، فلا تتضجر منهما ، ولا تتأفف ، ولا تزجرهما ، وقل لهما قولا جميلا ليِّنافيه احسان اليهما وتكريم لهما . وألن لهما جانبك وتواضع لهما مع الاحترام الزائد ، وادع لهما وتوجه الى الله ان يرحمهما برحمته الباقية ، كفاء رحمتهما لك في صغرك وجميل شفقتهما عليك . ومهما اديت لهما من خدمات فلن تستطيع ان تكافئهما . وقد وردت احاديث كثيرة في بر الوالدين . منها عن عبد الله بن مسعود قال : " سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم اي العمل أحب الى الله ورسوله ؟ قال : الصلاة على وقتها ، قلت : ثم اي ؟ قال : بر الوالدين ، قلت : ثم أي ؟ قال : الجهاد في سبيل الله " . وروى البزار عن بريدة عن ابيه : " ان جلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يطوف حاملاً امه ، فقال : هل اديتُ حقها ؟ قال : لا ، ولا بزفرة واحدة " . قراءات : قرأ حمزة والكسائي وخلف : " اما يبلغان " وقرأ ابن كثير ويعقوب : " أف " بفتح الفاء من غير تنوين . وقرأ حفص واهل المدينة " اف " بالكسر والتنوين كما هو في المصحف ، والباقون " أفِّ " بدون تنوين . { رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً } . ربكم ايها الناس اعلم منكم بما في ضمائركم ، فإن أنتم أصلحتم نياتِكم واطعتم ربكم ، فانه يتوب عليكم ، ان هفَوتُم واتيتم بما يخالف اوامره ثم تبتم ، لانه دائم المغفرة للتوابين .