Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 155-157)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الابتلاء : الاختبار والامتحان . المصيبة : كل ما يؤذي الانسان في نفسه أو ماله أو أهله . الصلاة من الله للفرد : التعظيم للانسان واعلاء منزلته . والرحمة منه : اللطف بما يكون من حسن العزاء . هذا إخبار من الله تعالى للمسلمين انه مبتليهم بشدائد من الأمور ليُعلم من يتّبع الرسول مما ينقلب على عقبيه ، وسيمتحنهم بشيء من الخوف من العدو ، والجوع من القحط ليختبرهم أيضاً . يومئذ تنقص أموالكم ، وتكون حروب بينكم وبين الكفار ، وتقع جدوب تنقص فيها ثماركم ، ويومئذ يتبين الصادقون منكم في إيمانهم ، من الكاذبين فيه ، ويُعرف أهل البصائر في دينهم منكم من أهل النفاق فيه . ولن يعصمكم في هذا الامتحان القاسي الا الصبر . ولذلك بشّر يا محمد الصابرين على امتحاني ، والحافظين أنفسهم عن الإقدام على مخالفة أوامري ، والذين يؤدون فرائضي مع ابتلائي اياهم والذين اذا نزل بهم ما يؤلمهم يؤمنون بان الخير والشر من الله ، وان الأمر كله لله فيقولون : إنا مقرّون لله بالعبودية والملك ، واليه راجعون مقرّون بالفناء والبعث من القبور . فليس لنا من أمرنا شيء وانما له الشكر على العطاء وعلينا الصبر عند البلاء . أولئك لهم من ربهم مغفرة ورحمة ، يجدون أثرها في برد قلوبهم عند نزول المصيبة . هذه تربية ربانية عالية للمسلمين ، ليعدّهم لأمر عظيم ، وذلك الامر هو نشر دينه القويم ، ودعوته السماوية التي أخرجت الناس من الظلمات الى النور . وقد قاموا بحقها ووفوها بعزم وإيمان . لقد أدوها يومذاك خير أداء ، وهو ما يُطلب منا اليوم : ان نأخذ بهذه الآداب الربانية ونلتف حول القرآن الكريم لنستعيد مجدنا وكرامتنا ، ونستحق الحياة في هذا الكون ، ونكون من المهتدين .