Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 26-27)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

المفردات : ضربُ المثل أيرادهُ ليُتمثل به ويُتصوّر ما اراد المتكلم بيانه . يقال : ضرب الشيءَ مثلاُ ، وضرب به مثلاً ، وتمثّله ، وتمثّل به . وقد وردت عبارة ضرب المثل في القرآن في عدة آيات : { وَٱضْرِبْ لهُمْ مَّثَلاً } [ الكهف : 32 ] { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَٱسْتَمِعُواْ لَهُ } [ الحج : 73 ] … { وَٱضْرِبْ لَهُمْ مَّثَلاً أَصْحَابَ ٱلقَرْيَةِ } [ يس : 13 ] . وهذه الآية جاءت رداً على الكفرة المعاندين حيث قالوا : أما يستحي ربُّ محمد ان يضرب مثَلاً بالذباب والعنكبوت ! فبّين الله تعالى انه لا يعتريه ما يعتري الناسَ من استحياء ، فلا مانع من ان يصوّر لعباده ما يشاء من أمورٍ بأي مثل مهما كان صغيرا ، بعوضة فما فوقها . فالذين آمنوا يعلمون ان هذا حق من الله ، أما الذين كفروا فيتلقّونه بالاستنكار . وفي ذلك يكون المثل سبباً في ضلال الذين يجانبون الحق وسبباً في هداية المؤمنين به . وقد وصفهم تعالى بقوله : { ٱلَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ ٱللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ } اي الّذين تركوا العملَ بعهد الله ، وهو وصيّتُه لهم وأمرُه إياهم بلزوم طاعته وتحاشي معصيته . وعهدُ الله هو العهد الذي أنشأه في نفوسهم بمقتضى الفطرة ، تدركه العقول السليمة ، وتؤيده الرسل والأنبياء . أما نقضُهم له فهو انهم يقطعون ما أمر الله به ان يكون موصولا ، كوصل الأقارب وذوي الأرحام ، والتوادّ والتراحم بين بني الإنسان ، وسائر ما فيه عمل خير . وعلاوة على ذلك تجدُهم يفسدون في الارض بسوء المعاملة ، وإثارة الفتن وأيقاد الحروب وافساد العمران . وجزاء هؤلاء أنهم هم الخاسرون ، لكل توادٍّ وتعاطف وتراحم بينهم وبين الناس في الدنيا ولهم الخزي والعذاب في الآخرة .