Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 47-48)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
كرر الله تذكيرهم بالنعم التي أنعمها عليهم ، ومن أكبرها انه فضهلم في ذلك العصر على العالمين … لأنهم أهل التوحيد فيما غيرهم أهل شِرك . لكنهم لم يشكروا هذه النعم ، فوبخهم الله تعالى بقوله : { وَٱتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنْصَرُونَ } ، فبيّن لهم سمات ذلك اليوم الشديد الهول حيث يقف الناس للحساب وتنقطع الأسباب . آنذاك تبطُل منفعة الانسان ، وتتحول سنّة هذه الحياة من انطلاق الانسان واختياره ليدفع عن نفسه بالعدل والفداء أو الشفاعة عند الحكام . ان ذلك اليوم يختلف عن أمر الدنيا ، وتضمحل فيه جميع الوسائل الا ما كان من عمل صالح . { وَلاَ هُمْ يُنْصَرُونَ } اي ليس لهم من يمنعهم من العذاب . وقد كان اليهود يعتقدون ولا يزالون أنهم ، بدعوى انتسابهم للأنبياء لا يدخلون النار أو لا تمسّهم النار الا أياماً معدودة لأن لهم الجاه والتأثير يوم القيامة ، كما أن أحبارهم يشفعون لهم ، بل يمكنهم ان يخلّصوا مجرميهم بشتى الوسائل التي يستخدمونها في الدنيا … فجاء الاسلام وسفّه هذه العقيدة وعلّمنا انه لا ينفع في ذلك اليوم الا مرضاة الله بالإيمان والعمل الصالح الذي يتجلى في أعمال الجوارح . ونأتي الى معنى الشفاعة . إن شفاعة النبي عامةٌ لا يخص بها أشخاصاً معينين ، وهي كما قال ابن تيمية " دعاء يدعوه النبي صلى الله عليه وسلم فيستجيبه المولى جلّ وعلا " ، وهذا خلاف ما يعتقده اليهود كما مر آنفاً ، انطلاقا من دعوى أنهم شعب الله المختار استناداً الى ما جاء في كتبهم من هراء وكذب . القراءات : قرأ ابن كثير وأبو عمرو { ولا تقبل منها شفاعة } بالتاء .