Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 17-35)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أتوكأ عليها : اعتمد عليها في المشي . أهشّ بها على غنمي : اخبط بها ورق الشجر لتأكله الغنم . مآرب : واحدها مأرب ، ومأربة : الحاجة . سيرتها الأولى . تعود كما كانت عصا . جناحك : أصل الجناح للطائر ، والمراد به هنا : الإبط والجانب . من غير سوء : من غير عاهة كالبرص . آية اخرى : معجزة اخرى . طغى : تجاوز الحد . واحلل عقدةً من لساني : كان في لسان موسى حبسة ، وهو يسأل الله تعالى ان يطلق لسانه . يفقهوا قولي : يفهموه . وزيرا : معينا . وأشركه في أمري : اجعله شريكا لي في النبوة والرسالة . انك كنت بنا بصيرا : عالماً بأحوالنا . { وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يٰمُوسَىٰ } . وبينما موسى مستغرقٌ في لحظاتٍ ربَّانية ، في نشوة روحانية مما سمع وما تلقّى ، قد نسي نفسه وما جاء من اجله ، كما نسيَ أهلَه وما هم فيه - إذا بنداءٍ قُدُسي وسؤال يلقى عليه : ماذا تحمل بيمينك يا موسى ؟ واللهُ أعلمُ بما في يده . فقال موسى مجيبا : إنها عصايَ ، أعتمدُ عليها في سَيري ، وتوقفي ، واسوق بها غنمي ، وأضرب بها ورق الشجر ليسقط وتأكله الغنم ، وليَ فيها حاجاتٌ ومنافع اخرى . وبعد ان ذكر هذه الأجوبة أمره تعالى بإلقائها لتتبين لها فوائدُ لم يعرفها موسى من قبل . { قَالَ أَلْقِهَا يٰمُوسَىٰ فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَىٰ } . قال الله لموسى : إرمِ بها على الأرض ، فألقها فإذا هي ثعبانٌ عظيم ينتقل من مكانٍ الى مكان . وكانت مفاجأةً لموسى جعلتْه يهرب منها كما جاء في قوله تعالى : { فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَآنٌّ وَلَّىٰ مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ } [ النمل : 10 ] [ القصص : 31 ] . فلما خافَ منها طمأنَهُ الله وأمره بأخذِها وهي على حالها : { قَالَ خُذْهَا وَلاَ تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيَرتَهَا ٱلأُولَىٰ } . خذها بيمينك ولا تخف منها ، إنا سنرجعها الى حالتها الأولى التي كانت عليها من قبل عصا . { وَٱضْمُمْ يَدَكَ إِلَىٰ جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَآءَ مِنْ غَيْرِ سُوۤءٍ آيَةً أُخْرَىٰ } . أدخِل يدك في جيبك ثم أخرجْها تخرجْ بيضاءَ ناصعةً من غير مرضٍ كالبرص وغيره وذلك لأن موسى كان أسمر ، وكان خروجُ يده بيضاء تتلألأ ويسطع منها النور - معجزةً ثانيةً جعلَها الله له بعد العصا . وذلك كله لترى يا موسى بعض معجزات الله الكبرى فتكون دليلاً لك أمام قومك على صِدقك في الرسالة . وبعد ان زوّده بهذه المعجزات أمره بالذهاب الى فرعون الطاغية فقال : { ٱذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ } . اذهبْ الى الطاغية فرعون المتكبر ، وادعُه الى الإيمان بالله الواحد الأحَد ، فإنه تجاوز الحدَّ في كفره وطغيانه . بعد هذا سأل موسى ربه بعض الأمور ليستعين على تبليغ رسالته فقال : { رَبِّ ٱشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِيۤ أَمْرِي وَٱحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُواْ قَوْلِي وَٱجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي … } . لقد طلب من ربّه أربعةَ أمور : أن يشرح له صدره فلا يغضبَ بسرعة حتى يؤدي رسالته ، ويسهّل له امره بأن يُمده بالعون والتوفيق لأداء ما كلّفه به ، وان يطلق حُبْسَة لسانه حتى يستطيع تبليغ رسالته ، ويُفهم الناس ما يقول . أما الطلب الرابع فهو ان يمده بأخيه هارون يكون نبياً معه يُعينه ويساعده ، لأن هارون كان فصيحا ، وليّنا رقيقا ، ووسيما ، بخلاف موسى الذي كان حادّ الطبع سريع الغضب . وهذه امور تعين الانسان على أداء اكبر مهمة تناط به . ثم قال : { كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً … إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيراً } . إننا اذا تعاونّا على أداء الرسالة ، بإمدادك لي بأخي ، فلسوفَ ننزّهك عما لا يليق بك ، ونذكُرك وحدك ابتغاء مرضاتك ، لأنك تفضّلتَ علينا وكنت دائماً عليما بأحوالنا ، ومتكفلاً بأمرنا . قراءات : قرأ ابن عامر : أشدد بهِ أزري بفتح همزة أشدد ، وأشركه في أمري : بضم همزة أشركه ، والباقون : اشدد بهمزة وصل ، فعل امر ، وأشركه : بفتح الهمزة .